" من دم" إمّا تعليل، أي أحمر من أجل التباسه
بالدّم، أو صفة، كأنّ السيف للكثرة التباسه بالدم صار دما، انتهى.
قال الدمامينيّ في شرحه الظاهر: إنّ المتنبيّ إنّما قصد التفضيل بناء
على مذهب الكوفيّ، لأنّه كوفيّ[4]، و الكوفيّون يجوّزون بناءه من
السواد و البياض، فلا حرج عليه في ارتكاب طريقته و طريقة أصحابه و تخريج المصنّف
مفوت لغرضه من كون الشيب عنده أشدّ سوادا من الظلم، انتهى.
كيفيّة استعمال اسم تفضيل:
هذه «تتمّة» لباب اسم تفضيل، تشتمل على بيان
كيفيّة استعماله في التركيب و أحكامه و أعماله، و «يستعمل» اسم
التفضيل وجوبا على أحد ثلاثة أوجه:
«إمّا» مقرونا «بمن» جارّة
للمفضول، و عند سيبويه و غيره لابتداء الارتفاع في نحو: زيد أفضل من عمر، و
لابتداء الانحطاط في نحو: زيد شرّ من عمرو، و عند ابن مالك للمجاوزة، كأنّه قيل:
جاوز زيد عمرا، و هو أولى من قول سيبويه و غيره، إذ لا يقع بعدها إلى، قال ابن
هشام: و قد يقال: و لو كانت للمجاوزة لصحّ في موقعها عن، و دفع بأنّ صحّة وقوع
المرادف موقع مرادفه أنّما هو إذا لم يمنع من ذلك مانع، و ها هنا منع منه مانع، و
هو الاستعمال، فإنّ اسم التفضيل لا يصاحب من حروف الجرّ إلا من خاصّة.