نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 609
أصل الدحرجة و التفضيل باعتبار مجرّد الشدّة باقيا على معناه
التفضيلي، و ذلك ممنوع لجواز أن يكون في هذه الحالة مستعملا في أصل الفعل مجرّدا
عن معنى الزيادة، و حينئذ يكون الكلام مساويا للغرض من التفضيل قطعا، فتدبّر.
تنبيهات:الأوّل:قال بعض المحقّقين: الظاهر أنّه لا يختصّ التوصّل إلى التفضيل ممّا
ذكر بصيغة أفعل، بل يصحّ التوصّل بغيره أيضا، نحو: زيد زائد استخراجا، بل هو أوفق
بالمقصود، إذ المقصود جعله زائدا في نفس الاستخراج، لا زائدا في زيادة الاستخراج،
انتهى.
الثاني:لا يختصّ التوصّل إلى التفضيل بما فقد بعض الشروط، بل يتأتّي فيما
استوفى الشروط، فتقول: زيد أشدّ ضربا من عمرو، و هو واضح.
و قولهم: «أحمقمن هبنّقة شاذّ»،فلا يقاس عليه، هبنّقة بفتح الهاء و
الباء الموحّدة و النون المشدّدة و القاف، لقب ذي الودعات، يزيد بن ثروان، و إنّما
قيل له: ذو الودعات، لأنّه جعل في عنقه قلادة من ودع[1]و عظام و خزف مع طول لحيته فسئل؟
فقال: لئلّا أضلّ: فسرقها أخوه في ليلة، و تقلّدها، فأصبح هبنّقة و
رأها في عنقه، فقال:
أخي أنت أنا، فمن أنا، فضرب لحمقه المثل. و من حمقه أنّه كان في
جماعة، فهبّت عليهم ريح سوداء مخوفة، فجعل كلّ منهم يعتق رفيقا، و بعضهم يتصدّق
بضيعته. فقال هبنّقة:
أللهمّ إنّك تعلم أنّي لا أملك شيئا أتصدّق به، و لكن زوجتي طالق
لوجهك الكريم، فأخذ الضحك بالجماعة، و اشتغلوا عمّا هم من الخوف.
و قوله (ع) في وصف ماء الكوثر: أبيض من اللبن و أحلي من العسل[2]، نادر، و لا يقاس عليه أيضا خلافا للكوفيّين كما اقتضاه إطلاق منعه
فيما مرّ، و مثله قول الراجز [من الرجز]:
هذا إن حمل على الندرة و الشذوذ دون التأويل، قال ابن مالك في شرح
الكافية: و جائز أن يكون أبيض مبنيّا من قولهم: باض الشيء الشيء بيوضا، إذا فاقه
في البياض، فالمعنى على هذا أنّ غلبة ذلك الماء غيره من الأشياء المبيضة أكثر من
غلبة بعضها بعضا، و أبيض بهذا الاعتبار أبلغ من أشدّ بياضا. قال: و يجوز أن يكون
من المذكورة بعد أبيض
[1] - الودع: خزر بيض جوف، في بطونها شقّ كشقّ
النواة، تتفاوت في الصغر و الكبر. الواحدة: ودعة.
[2] - تمام الحديث: أبيض من اللبن و ريحه أطيب من
المسك و أحلى من العسل. صحيح البخاري، 4/ 504، رقم 1438.
[3] - هو لرؤبة، اللغة: الدرع: القميص، الفضفاض: الواسع،
و أخت بني أباض كانت معروفة بالبياض.
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 609