نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 570
فمنها أنّ عطف البيان لا يكون مضمرا و لا تابعا لمضمر، لأنّه في
الجوامد نظير النعت في المشتقات، قال في المغني: و وهم الزمخشري و أجاز فيأَنِ اعْبُدُوا
اللَّهَ [المائدة/
117]، أن يكون بيانا للهاء من قوله تعالى:إِلَّا ما أَمَرْتَنِي
بِهِذهولا
عن هذه النكتة، و ممّن نصّ عليها من المتأخّرين أبو محمد بن السّيّد و ابن مالك، و
القياس معهما، و أمّا البدل فيكون عند الجمهور تابعا لمضمر كرأيته إيّاه، و لظاهر
كرأيت زيدا، و خالفهم ابن مالك، و قد مرّ الكلام على ذلك.
و منها أنّه لا يخالف متبوبه في تعريفه و تنكيره، و أمّا قول
الزمخشريّ إنّمَقامُ إِبْراهِيمَعطف علىآياتٌ بَيِّناتٌ [آل عمران/ 97]، فقال ابن هشام: إنّه سهو، ثمّ اعتذر عنه بقوله قد يكون
عبّر عن البدل بعطف البيان لتآخيهما، و لا يختلفون في جواز التخالف في البدل كما
مرّ. قال الرضيّ، و الّذي يقول عندي إنّه يجوز التخالف في عطف البيان أيضا.
و منها أنّه لا يكون جملة بخلاف البدل، نحو:ما يُقالُ لَكَ إِلَّا
ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَ ذُو
عِقابٍ أَلِيمٍ [فصلت/
43]، و نحو:وَ
أَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ [الأنبياء/ 3]، و هو أصحّ الأقوال في
عرفت زيدا أبو من هو.
و منها أنّه لا يكون تابعا لجملة بخلاف البدل، نحواتَّبِعُوا
الْمُرْسَلِينَ* اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً [يس/ 21 و 20]، و نحوأَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ* أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَ
بَنِينَ [الشعراء/
133 و 132]، و قوله [من الطويل]:
و منها أنّه لا يكون فعلا تابعا لفعل بخلاف البدل نحو:وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ
يَلْقَ أَثاماً* يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ [الفرقان/ 69 و 68].
و منها أنّه لا يكون بلفظ الأوّل، و يجوز ذلك في البدل بشرط أن يكون
مع الثاني زيادة بيان كما مرّ، و هذا الفرق ذهب إليه ابن الطراوة، و تبعه ابن مالك
و ولده، و حجّتهم أنّ الشيء لا يبيّن نفسه، و قد مضي إبطالها على أنّ حجّتهم هذه
تقضي أنّ البدل ليس مبيّنا للمبدل منه، و ليس كذلك، و لهذا منع سيبويه: بي المسكين،
و بك المسكين، دون به المسكين، و إنّما يفارق البدل عطف البيان في أنّه بمترلة
جملة استونفت للتبيين، و العطف تبيين بالمفرد المحض، قاله ابن هشام في المغني.