responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 561

و قد تبيّن بذلك أنّ الغلط من جهة اللسان، و النسيان من جهة الجنان، و لا يقع بدل النسيان أيضا من فصيح، و لا فيما يصدر عن روية، و ابن مالك و كثير من النحاة لم يفرّقوا بين بدل الغلط و النسيان، فسمّوا النوعين بدل غلط، و إنّما حكمنا بإهمال المصنّف لبدل النسيان مع إمكان إدخاله تحت بدل الغلط كما فعل الاكثرون، لأنّ المصنّف (ره) اعتذر في حاشية هذا المتن عند عدم ذكره بأنّه غير مشهور، و لا يقع من الفصحاء، فقرّرنا كلامه، و إنّما لم يقع بدل الغلط من الفصحاء، لأنّه غير فصيح.

قال البدر الدمامينيّ: و لا أدري لأيّ معنى جزموا بأنّ بدل الغلط غير فصيح، مع أنّ النسيان لا ينافي الفصاحة، أللهمّ إلا أن يكون المراد أنّهم تتبّعوا كلام الفصحاء، فلم يجدوا بدل الغلط فاشيا فيه، فحكموا بأنّه غير فصيح نظرا إلى هذا المعنى، و ليس المراد أنّ الإنسان إذا سبق لسانه إلى ذكر ما لم يقصده فتنبّه فذكر المقصود يحكم أنّ لفظ المذكور على سبيل السهو غير فصيح، انتهى. و قال بعضهم: الظاهر أنّ المراد بالفصاحة البلاغة، فإنّ الغلط ينافي البلاغة ظاهرا دون الفصاحة باعتبار انتفاء المطابقة لمقتضي الحال، انتهى.

و حكم بتعيين ذلك بعض المحقّقين، و هو حسن.

تنبيهات: الأوّل: قضية إطلاق المصنّف أنّ بدل الغلط يصحّ في النثر، هو قول سيبويه و الأكثرين، و قال غيره: إنّه وجد في الشعر دون النثر، و جوّزه بعضهم في النثر دون الشعر، لأنّ الشعر في الغالب إنّما يقع عن تروّ و فكر، و هذا نوع غريب أن يجوز شي‌ء في النثر، و لا يجوز في الشعر، و إنّما المعروف عكس ذلك.

و قال ابن بابشاذ في شرح الجمل: لا يقاس على بدل الغلط، لأنّه يقع على غير قصد، انتهى، و هو حسن. و قال خطاب‌ [1]: إنّ بدل الغلط لم يقع في نثر و لا نظم، و إنّه تطلّبه فلم يجده، و إنّه طالب به من لقيه، فلم يعرفه، و استدلّ المثبتون له بقول ذي الرمة [2] [من البسيط]:

589- لمياء في شفتيها حوّة لعس‌

و في اللّثات و في أنيابها شنب‌ [3]

فإنّ الحوّة: السواد، و العس: سواد مشوب بحمرة، و قال بعضهم: إنّه محمول على التقديم و التأخير، أي في شفتيها حوّة، و في لثاتها لعس، و أيّده بعضهم بأنّ ذا الرمة


[1] - خطاب بن يوسف، كان من جلّة النحاة و محققيهم و المتقدّمين في المعرفة بعلوم اللسان على الإطلاق، و هو صاحب كتاب الترشيح، ينقل عنه أبو حيّان و ابن هشام كثيرا. مات بعد 450 ه ق. بغية الوعاة 1/ 553.

[2] - أبو الحارث غيلان بن عقبه المعروف بذي الرّمة (77 ه- 117 ه). كان شعره الغزليّ حافلا بالرّقة و العذوبة و اللين. الجامع في تاريخ الأدب العربي 1/ 437.

[3] - اللغة: حوّة: لون يخالطه الكلمته مثل صدء الحديد، لعس: سواد مستحسن في باطن الشفة. شنب: جمال الثعر و صفاء الأسنان.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 561
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست