نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 419
الثالث:غير حروف النفي الثلاثة كلم و لمّا و لن، و ليست مثلها، إذ لا يقدر
معمولها، و هو الفعل لضعفها عن العمل، فلا يقال: لم زيدا تضربه، و لا لن بكرا
تقتله إلا في الضرورة، كقوله [من الطويل]:
«أوحصل بنصبه تناسب جملتين في العطف»،و ذلك إذا كانت الجملة المعطوف
عليها فعلية، فينصب الاسم بفعل مقدّر يفسّره المذكور، فتكون الجملة فعلية، و يحصل
تناسب الجملتين المتعاطفين، «نحو: قام
زيد و عمرا أكرمته»،فيترجّح نصب عمرا على رفعه لحصول تناسب الجملتين به، لأنّ تناسب
الجملتين المعطوفة إحداهما على الأخرى أحسن من تخالفها، كذا قالوا.
قال الدمامينيّ: و هذا ممّا يدلّ صريحا على جواز التخالف بالاسميّة و
الفعلية، و قد حكى قولان في المسألة بخلاف ذلك، الأوّل: المنع مطلقا، حكى عن ابن
جنيّ، و الآخر:
أنّه يجوز في الواو فقط، نقل ذلك أبو الفتح عن شيخه أبي على الفارسيّ
في سرّ الصناعة[2]، انتهى. و قال ابن هشام في شرح اللمحة: و قضية القول بالمنع مطلقا
إيجاب النصب هنا، لكنّي لم أره منقولا عن أحد.
تنبيهات:الأوّل:جرت عادة النّحاة بأن يذكروا العطف على الفعلية من مرجّحات النصب
بالنسبة إلى المعطوفة في باب الاشتغال، كما ذكر، و لم يذكروا مثل ذلك بالنسبة إلى
المعطوف عليها في نحو: زيدا أكرمته و ضربت عمرا، و لا فرق، نبّه عليه ابن هشام في
المغني.
الثاني:إذا فصل العاطف من الاسم بأمّا، نحو: ضربت زيدا و أمّا عمرو فأهنته،
ترجّح الرفع بالابتداء، لأنّ أمّا تقطع ما بعدها عمّا قبلها لكونها من الحروف
الّتي يبتدأ بها الكلام.
الثالث:حتى و لكن و بل كالعاطف فيما تقرّر، نحو: ضربت القوم حتى زيدا ضربته،
و ما رأيت زيدا و لكن عمرا رأيت أباه، و ما أكرمت زيدا بل عمرا أكرمته، و إنّما لم
يكن للعطف، لأنّ الاسم المنصوب في باب الاشتغال لا بدّ أن يكون بعض جملة،
[2] - سر الصناعة و أسرار البلاغة لأبي على محمد بن
حسن الحاتمي المتوفى سنة 388 ه ق. و لابن جنيّ أبي الفتح عثمان المتوفى سنة 392 في
الحروف المفرده. المصدر السابق 2/ 988.
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 419