نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 41
مجاميعه أنّ الشريف الرضي الموسويّ- رحمه اللّه- أحضر إلى ابن
السيرافيّ النحويّ[1]، و هو طفل جدّا لم يبلغ عمره عشر
سنين، فلقّنه النحو، و قعد معه في الحلقة، فذاكره بشيء من الإعراب على عادة
التعليم، فقال له: إذا قلنا: رأيت عمر، فما علامة النّصب في عمر؟ فقال له الرضيّ:
بغض علي (ع)، فعجب السيرافىّ و الحاضرون من حدّة خاطره[2]، انتهى.
و اللؤم ضد الكرم في الأخلاق و الحسب، و بغض على (ع) فوق اللؤم، لما
ورد في ذلك من الآثار الكثيرة و الأخبار الشهيرة، منها ما رواه عبد اللّه بن مسعود[3]، قال:
سمعت رسول اللّه (ص) يقول: من زعم أنّه آمن بي و بما جئت به و هو يبغض
عليا فهو كاذب، ليس بمؤمن، و كم من هذا.[4]
أوّل من وضع النحو و حكاية وضعه و شرف علم العربية:
«واضع علم النحو لحفظ الكلام»إتّفق العلماء على أنّ أوّل من وضع
علم النحو و ابتدعه و أنشأه علي (ع).
قال أبو القاسم الزّجاجيّ[5]في أماليه: حدّثنا أبو جعفر محمد بن
رستم الطبريّ، حدّثنا أبو حاتم السجستانيّ، حدّثني يعقوب بن إسحق الحضرميّ[6]،حدّثنا سعيد بن مسلم الباهليّ[7]، حدّثنا أبي عن جدّي عن أبي الأسود
الدئلي[8]قال،
قال: دخلت على عليّ بن أبي طالب (ع) فرأيته متفكّرا فقلت له: فيم تفكّر يا امير
المؤمنين؟ قال إنّى سمعت ببلدكم هذا لحنا، فأردت له أن أصنع كتابا في أصول
العربية، فقلت: إن فعلت هذا أحييتنا، و بقيت فينا هذه اللغة، ثمّ أتيته بعد ثلاث
فألقى إليّ صحيفة فيها بسم اللّه الرحمن الرحيم.
الكلام كلّه اسم و فعل و حرف.
[1] - الحسن بن عبد اللّه أبو سعيد السيرافيّ
النحويّ، عالم بالنحو و الفقه و اللغة و الشعر و العروض و القرآن، من كتبه «شرحكتاب سيبويه، الإقناع في
النحو و ... بغية الوعاة 2/ 509.
[3] - عبد اللّه بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي
صحابي من أكابرهم فضلا و عقلا و قربا من رسول اللّه (ص) و هو من أهل مكة، و أول من
جهر بقراءة القرآن بمكة. الأعلام للزركلي 4/ 280
[4] - سنن نسائي لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب
النسائي، الطبعة الثانية، دار الفكر، بيروت، 1421 ه. كتاب ايمان ص 1920.
[5] - يوسف بن عبد اللّه الزجاجيّ أبو القاسم، كان
غزير العلم في الأدب و اللغة، صنف: شرح الفصيح، اشتقاق الأسماء، الإيضاح في علل
النحو و الأمالى، مات سنة 415. بغية الوعاة 2/ 375.
[6] - يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرميّ البصريّ، أحد
القرّاء العشرة. له في القراءآت رواية مشهورة و له كتب منها: الجامع و وجوه
القراءآت. مات سنة 205 ه بالبصرة. الأعلام للزركلي، 9/ 255.