نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 40
حديد إلى الأرض. فقال رسول اللّه: إيه إيه[1]جاءَ الْحَقُّ وَ
زَهَقَ الْباطِلُ، إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً [الإسراء/ 81]، فجعلت أزاوله، أو قال: أعالجه عن يمينه و عن شماله و من
بين يديه و من خلفه، حتى استمكنت منه، قال لي رسول اللّه (ص): اقذف به، فقذفت به،
فتكسّر كما تنكسر القوارير[2]، فما صعدت حتّى الساعة، و يروى أنّه
كان من قوارير، رواه الطبرى،[3]و قال أخرجه أحمد[4]،و رواه الزوندىّ[5]. ثمّ إنّ عليا (ع) أراد أن يترل،
فألقى نفسه من صوب الميزاب[6]تأدّبا و شفقة على النبيّ (ص)، و
لّما وقع على الأرض تبسّم، فسأله النبيّ (ص): عن تبسّمه؟ فقال: إنّي ألقيت نفسي من
هذا المكان الرفيع، و ما أصابني ألم. قال قال: فكيف يصيبك ألم؟ لقد رفعك محمّد، و
أنزلك جبرئيل[7]،انتهى.
قلت: و في كتاب المناقب للمؤبّد الخوارزميّ[8]ما يشعر بأنّ هذه الحكاية كانت قبل
الهجرة، و صرّح في المواهب الدنيّة[9]بأنّ ذلك كان يوم الفتح، و هو ظاهر،
و اللّه أعلم.
معنى النواصب و حكاية لطيفة في ذلك:
«جازم» أى
قاطع، من الجزم، و هو لغة القطع، «أعناقالنواصب اللئام»،الأعناق جمع عنق، و هو الجيد، و النواصب و الناصبيّة و أهل النّصب،
بفتح النون و سكون الصاد المهملة، المتديّنون ببغض علي (ع)، لأنّهم نصبوا له، أى
عادوه، يقال نصبت لفلان إذا عاديته.
و على ذكر النصب فما ألطف ما حكاه القاضي أحمد بن خلكان[10]الشافعيّ
في تاريخه" وفيات الأعيان و أنباء أبناء الزمان"، قال: ذكر أبو الفتح
ابن جنيّ في بعض
[1] - إيه: كلمة استزادة و استنطاق، و هي مبنية على
الكسر، و قد تنوّن، تقول للرجل إذ استتردته من حديث أو عمل: إيه. لسان العرب، 1/
210.
[2] - القوارير: جمع القارورة، و هي وعاء من الزجاج
تحفظ فيه السوائل.
[3] - الطبرى أبو جعفر محمد بن جرير (ت 310 ه 923
م) مؤرّخ و مفسّر و فقيه شافعىّ ولد في آمل بطبرستان، من كتبه جامع البيان في
تفسير القرآن. الأعلام للزركلي/ 321.
[4] - أحمد بن محمد بن حنبل، إمام المذهب الحنبليّ،
صنف «المسند» ستّة مجلّدات، يحتوي علي
ثلاثين ألف حديثا، و له كتب أخرى، مات سنة 241 ه. المصدر السابق، 1/ 192.