برفع سهيل، أي حيث سهيل موجود، و حذف خبر المبتدأ بعد حيث غير قليل،
انتهى. و في هذا التوجيه بحث، إذ يلزم عليه جواز الفتح في جميع صور وجوب الكسر.
فتأمّل.
و يجوز الفتح و الكسر في تسعة مواضع، يجوز فيها حلول المصدر محلّ أنّ
و معموليها و عدمه:
أحدها:أن تقع أنّ خبرا عن قول، و مخبرا عنه بقول، و فاعل القولين واحد، نحو
أوّل قولي انّي أحمد اللّه، فالفتح على أنّ القول على حقيقته من المصدريّة أي قولي
حمد اللّه، و الكسر على أنّه بمعنى المقول، أي مقولي إنّي أحمد اللّه، فلو انتفى
القول الأوّل وجب الفتح أو الثاني، أو اختلف القائل وجب الكسر.
الثاني:أن تقع بعد إذا الفجائية كقوله [من الطويل]:
فالفتح على معنى فإذا العبوديّة أي حاصلة، كما تقول: خرجت فإذا الأسد،
و الكسر على معنى فإذا هو عبد القفا.
الثالث:أن تقع بعد فاء الجزاء، نحو:مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ
سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ
رَحِيمٌ [الأنعام/
54] فالفتح على معنى فالغفران و الرحمة أي حاصلان، أو فالحاصل الغفران و الرحمة، و
الكسر على معنى فهو غفور رحيم.
الرابع:أن تقع في موضع التعليل، نحو:إِنَّا كُنَّا مِنْ
قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ [الطور/ 28]، قرأ نافع[3]و الكسائي بالفتح على تقديم لام
العلة، أي لأنّه، و الباقون بالكسر على أنّه تعليل مستأنف مثلوَ صَلِّ عَلَيْهِمْ
إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ [التوبة/ 103]، و مثله: لبيك أنّ الحمد و النعمة لك.
الخامس:أن تقع بعد فعل قسم، و لا لام بعدها كقوله [من الرجز]: