responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 221

ليدلّ أوّل الكلام على التشبيه من أوّل وهلة، و فتحت همزة أنّ للجارّ، فصارا حرفا واحدا مدلولا بهما على التشبيه و التاكيد [1]. و القائل بأنّها بسيطة، يلزمه أن تكون لمطلق التشبيه، لأنّها موضوعة له كالكاف.

فإن قلت على القول بتركيبها بم يتعلّق الجارّ؟ قلت: قال ابن جنّي: هو حرف لا يتعلّق بشي‌ء لمفارقته الموضع الّذي يتعلّق فيه بالاستقرار، و لا يقدّر له عامل غيره لتمام الكلام بدونه و لا هو زائد لإفادته التشبيه.

كاف التشبيه لا يتعلّق دائما عند بعضهم:

قال ابن هشام، و ليس قوله بأبعد من قول أبن الحسن: إنّ كاف التشبيه لا يتعلّق دائما، قال: و لمّا رأي الزّجاج أنّ الجارّ غير الزائد حقّه التعلّق، قدّر الكاف هاهنا اسما بمترلة مثل، فلزمه أن يقدّر له موضعا، فقدّره مبتدأ، فاضطرّ إلى أن قدّر له خبرا لم ينطق به قطّ، و لا المعنى مفتقر إليه، فقال: معنى كأنّ زيدا أخوك، مثل أخوة زيد إيّاك كائن، و قال الأكثرون: لا موضع لأنّ و ما بعدها، لأنّ الكاف و أنّ صارا بالتركيب كلمة واحدة. قال ابن هشام: و فيه نظر، لأنّ ذاك في التركيب الوضعيّ، لا في التركيب الطاريّ، انتهى.

و ردّه الدمامينيّ بأنّ هذا تركيب وضعيّ، لأنّ واضع اللغة في معتقد هؤلاء هو الّذي وضعه كذلك، و ليس من الأمور الّتي طرأت في الاستعمال من غير أن يكون للوضع فيها مدخل، انتهى.

لا تجى‌ء كأنّ للتحقيق و لا للتقريب:

و لا تجي للتحقيق خلافا للكوفيّين، و لا حجّة لهم في قوله [من الوافر]:

139- فأصبح بطن مكّة مقشعّرا

كأنّ الأرض ليس بها هشام‌ [2]

لأنّه محمول على التشبيه، فإنّ الارض ليس بها هشام حقيقة، بل هو مدفون فيها. و لا للتقريب، نحو: كأنّك بالدنيا لم تكن، و بالآخرة لم تزل، خلافا لهم و لأبي الحسن الأنصاريّ‌ [3]، و لا للنفي، نحو: كأنّك دالّ عليها، أي ما أنت دالّ عليها خلافا للفارسيّ.


[1] - حذفت هذه الجملة في «س».

[2] - لم يسمّ قائله، و يرثي به الشاعر هشام بن عبد الملك. اللغة: أراد ببطن مكة: تحت أرضها الّتي يدفن الأموات، مقشرّ: اسم الفاعل من اقشعرّ بمعنى أخذه رعدة أو يبس.

[3] - يحيى ابن عبد اللّه أبو الحسن الأنصاري النحويّ، كان من أعيان أهل العربية و مات سنة 63 ه. بغية الوعاة 2/ 336.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست