نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 222
«ليت»و قد يقال لتّ بإبدال تاء، و إدغامها في التاء، و لوت، و هي للتمنّي،
و هو طلب حصول شيء مستحيل أو ممكن غير متوقّع على سبيل المحبّة، كذا قيل، و
الأولى أن يقال: إظهار محبّة شيء مستحيل من حيث إنّه مستحيل[1]أو ممكن
غير متوقع، لأنّ التمنّي ليس بطلب، لا سيّما مع العلم باستحالته، ثمّ تعلّقه
بالأول كثير، كقوله [من الوافر]:
و بالثاني قليل، نحو: ليت زيدا يحسن إلى من أساء إليه، و لكن يجب في
التّمنّي إذا كان متعلّقه ممكنا كهذا أن لا يكون لك توقّع و طماعية في وقوعه، و
إلا صار ترجيّا، و لا يكون في الواجب، فلا يقال: ليت غدا يجيء.
جواز الاشتغال من الحروف:
قال ابن جنيّ في الخاطريّات: لأنّه يا ليته حقّه، أي انتقصه إيّاه،
يجوز أن يكون من قولهم ليت لي كذا، و ذلك أنّ المتمنّي للشيء معترف لنقصه عنه و
حاجته إليه. فإن قلت كيف يجوز الاشتقاق من الحروف، قيل: و ما في ذلك من الإنكار، و
قد قالوا: أنعم له بكذا. أي قال له نعم، و سوّفت الرّجل إذا قلت له: سوف أفعل، و
سألتك حاجة، فلو ليت لي، أي قلت: لي لولا، و لا ليت لي، أي قلت: لي لا لا. فإن
قيل: فكان يجب على هذا أن يكون في قولهم لأنّه يا ليته معنى التمنّي كما أنّ في
أنعمت معنى الإجابة، و في لو ليت معنى التعذّر، و في لا ليت معنى الرّدّ، قيل: قد
يكون في المشتقّ اقتصار على بعض ما في المشتقّ منه كما سمّوا الحرم النالة، و ذلك
أنّه لا ينال من حلّه، و هذه فعله من نال، هو نقيض لا ينال، و جاز الاشتقاق من
الحروف، لأنّه ضارعت أصول كلامهم الأوّل، إذا كانت جامدة غير مشتقّة، كما أنّ الأوائل
كذلك، انتهى ملخّصا.