نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 185
المبتدأ و الخبر
ص: الثالث و الرابع: المبتدأ و الخبر.
فالمبتدأ: هو المجرّد عن العوامل اللفظيّة، مسندا إليه أو الصفة
الواقعة بعد نفي أو استفهام رافعة لظاهر أو ما في حكمه، فإن طابقت مفردا فوجهان،
نحو: زيد قائم، و أقائم و ما قائم الزيدان، أو زيد، و قد يذكر المبتدأ بدون الخبر،
نحو: كلّ رجل و ضيعته، و ضربي زيدا قائما، و أكثر شربي السويق ملتوتا، و لو لا علي
(ع) لهلك عمر، و لعمرك لأقومنّ، و لا يكون نكرة إلا مع الفائدة.
ش: «الثالثو الرابع»ممّا يرد مرفوعا لا غير، «المبتدأو الخبر»،و سمّي الأوّل مبتدأ، تنبيها على
أنّ حقّه التقديم، و الثاني خبرا تنبيها على أنّه مناط الفائدة حتى كأنّه الخبر
الّذي هو كلام احتمل الصدق و الكذب، أو أنّه نفس الأخبار و الأعلام.
«فالمبتدأهو»الاسم حقيقة أو حكما، و هذا كالجنس
شامل للمحدود و غيره من الأسماء «المجرّدعن العوامل»جمع عامل، و قد عرفت له معنيين، و المقام صالح لكلّ منهما. «اللفظيّة»المنسوبة إلى اللفظ نسبة الفرد إلى كليّة أو المفعول إلى المصدر، و
المراد بها غير الزائدة إذ وجود الزائدة كالعدم، و خرج به بقيّة المرفوعات.
فإن قيل: التجريد عن العوامل يقتضي سبق وجودها، و لم يوجد في المبتدأ
عامل قطّ، قيل: قد ينزّل الإمكان مترلة الوجود، كقولك للحفّار: ضيّق فم الركيّة[1]، و قولهم:
سبحان من صغّر جسم البعوضة، و كبّر جسم الفيل، و هو هنا من هذا
القبيل.
لا يقال: التجريد سلب الوجود من حيث المعنى، و اللام في العوامل
للاستغراق، فيكون المعنى: المبتدأ هو الاسم الّذي لم يوجد فيه كلّ عامل لفظيّ، و
سلب الكلّ يوجب سلب العموم، لا عموم السلب، فيصدق عند عدم بعض العوامل و وجود
البعض، لأنّ التجريد عن شمول الوجود، كما يكون بشمول العدم يكون بالافتراق أيضا،
لأنّا نقول: اللام في العوامل ليست للاستغراق، بل للماهيّة و سلب ماهية العوامل
يستلزم سلب كلّ فرد من أفرادها، سلمنا أنّها للاستغراق، فالتجريد و إن كان سلبا من
حيث المعنى، لكنّه ليس سلبا بسيطا، بل على وجه العدول، إذ النسبة إيجابيّة، و
إثبات التجريد عن جميع العوامل بأن لا يوجد فيه عامل على سبيل عموم السلب لا سلب
العموم فيكون المعنى: هو الاسم الّذي لم يوجد فيه عامل لفظيّ، سلّمنا أنّه بسيط
فيفيد سلب العموم، و سلب العموم يحتمل شمول العدم و الافتراق، إلا أنّ الأوّل
متعيّن هنا