نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 184
و منع البصريّون إقامة وصف المصدر و الظرف مقام موصوفها، فلا يقال في
ضرب ضرب شديد: ضرب شديد، و لا في صيم زمن طويل، صيم طويل، و أجازه الكوفيّون، و
يشترط في المجرور أن لا يلزم الجار وجها واحدا في الاستعمال، كمذ و منذ و ربّ و
الكاف و ما خصّ بقسم أو استثناء.
الثاني:المجرور إن جرّ بحروف زائد فلا خلاف في كونه هو النائب وحده، و هو
محلّ رفع بالنيابة كأحد، فيما ضرب من أحد، و إن جرّ بغيره ففيه أقوال: أحدها: و
عليه الجمهور، أنّ النائب هو المجرور وحده، كما لو كان الجار زائدا، الثاني: أنّه
حرف الجرّ وحده، و هو مذهب الفرّاء، قال ابن هشام: و لقد أبعد في ذلك، لأنّ الحروف
لاحظّ لها في الإعراب لا لفظا و لا محلّا. الثالث: أنّه الجارّ و المجرور معا، و
هو قول ابن مالك.
قال أبو حيّان: و لم يقل بذلك أحد غيره. و قال ابن هشام: إنّه غير
ظاهر، أي لأنّ نائب الفاعل مسند إليه، و لا إسناد إلى مجموع الجار و المجرور.
الرابع: أنّ النائب ضمير مبهم مستتر في الفعل، و جعل مبهما ليحتمل ما يدلّ عليه
الفعل من مصدر أو ظرف مكان أو زمان، إذ لا دليل على تعيين أحدها. الخامس: أنّ
النائب ضمير عائد على المصدر المفهوم من الفعل، و هو قول ابن درستويه.
الثالث:إذا بني فعل لازم للمفعول، ففي النائب أقوال: أحدها: ضمير المصدر،
نحو:
جلس، أي الجلوس، و عليه الزجاجيّ و ابن السّيّد[1]. و جعل أبو حيّان فيه اختصاصا، أي
الجلوس المعهود. ثانيها: ضمير مجهول، و عليه الكسائيّ و هشام، لأنّه لمّا حذف
الفاعل أسند الفعل إلى أحد ما يعمل فيه المصدر أو الوقت أو المكان، فلم يعلم أيّ
ها المقصود، فأضمر ضمير مجهول. الثالث: أنّه فارغ، لا ضمير فيه، و عليه الفرّاء،
قاله في الهمع.
[1] - أحمد بن أبان بن السّيّد اللغويّ الأندلسيّ،
كان عالما و إماما في اللغة و العربية، صنّف: العالم في اللغة مائة مجلد، شرح كتاب
الأخفش، مات سنة 382 ه. المصدر السابق 1/ 291.
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 184