responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 164

«قائما به» حال من العامل، أي حال كونه قائما بالاسم، أو المؤوّل به، لا يقال:

يخرج عن هذا التعريف الفاعل في نحو: قرب زيد، و مات عمرو، فإنّ القرب و الموت لا يقومان بزيد و عمرو، فكان عليه أن يقول: على جهة القيام به كما قال غيره، ليدخل نحو ذلك، ممّا أسند إليه العامل على طريق القيام لأنّا نقول: معنى القيام الاختصاص الناعت كما تقدّم بيانه، و صحّة جعل الصوت و القرب نعتا لزيد واضحة، و لو لا القيام لكان الدّال على القيام كاذبا. قال بعضهم: بقي أنّ إسناد القائم و أمثاله إلى فاعلها ليس قائما به بل متّحد، إلا أن يقال: و المراد قيام المبدأ كما في الفعل، انتهى.

و خرج بهذا القيد نائب الفاعل بناء على أنّه لا يسمّى فاعلا اصطلاحا، نحو: ضرب عمرو، فإنّه و إن صدق عليه أنّه اسم أسند إليه العامل فيه، لكن ليس العامل فيه قائما به، بل واقعا عليه، و أورد عليه أنّ ضرب عمرو يدلّ على قيام الفعل المبنيّ للمفعول، و هو المضروبيّة بالمسند إليه، أعني عمرا، و كذا مضروب أبوه، فكيف يخرج نائب الفاعل بهذا القيد، ثمّ أجاب هذا المعترض بأنّ هذا الكلام مبنيّ على أنّ الداخل في مفهوم المشتقّ المصدر المبنيّ للفاعل دون المبنيّ للمفعول، انتهى.

و لبعض المحقّقين هاهنا تحقيق نفيس لا بأس بإيراده لما له من العلاقة، قال: الفاعل إذا صدر منه الفعل المتعديّ لا بدّ هناك من حصول أثر حسيّ أو معنويّ ناشي‌ء من الفاعل بلا واسطة واقع على المفعول بتأثير من الفاعل أو غيره قائم من حيث الصدور بالفاعل، و من حيث الوقوع بالمفعول، فإذا نظرت إلى قيام ذلك الأثر بذات الفاعل، و لاحظت كون الذات بحيث قام به الفعل كان ذلك الكون ما يعبّر عنه بالمصدر المبنيّ للفاعل، و إذا نظرت إلى وقوعه على المفعول و لا حظت كون الذات بحيث وقع عليه الفعل كان ذلك الكون ما يعبّر عنه بالمصدر المبنيّ للمفعول، و إذا نظرت إلى عين ذلك الأثر كان ذلك الحاصل بالمصدر، و صيغة المصدر مشتركة بين هذه الثلاثة، و قد يستعمل مجازا في الفاعل و المفعول.

و معنى قولهم: إنّ المصدر المبنيّ للفاعل جزء من الفعل المعلوم، و المبنيّ للمفعول جزء من الفعل المجهول، اعتبار الكونين في مفهوميهما، فمعنى ضرب زيد، كونه بحيث قام به الضرب، و معنى ضرب عمرو، كونه بحيث وقع عليه الضرب، لا كونه بحيث قام به الكون الأوّل في المعلوم، و كونه بحيث قام به الكون الثاني في المجهول، كما لا يخفى على من له تأمّل صادق و انصاف بأهل العلم لائق، فلا يتّجه أنّ المصدر المبنيّ للمفعول إذا كان جزء من المجهول كان على طريقه القيام، لأنّه مبنيّ على زعم اعتبار قيام الكونين في مفهومي المعلوم و المجهول، و قد تبيّن أنّ الملحوظ فيهما الأثر من حيث القيام في الأوّل،

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست