نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 163
محمول عليه، و ذلك لأنّ المبتدأ يكون معرّي عن العوامل اللفظيّة، و
تعرّي الاسم في التقدير قبل أن يقترن به غيره، قال: و الّذي عليه حذّاق أصحابنا
أنّ الفاعل هو الأصل، لأنّه يظهر برفعه فائدة دخول الإعراب للكلام من حيث كان
تكلّف زيادة الإعراب أنّما احتمل للفرق بين المعاني الّتي لولاها وقع لبس.
فالرفع إنّما للفرق بين الفاعل و المفعول اللذين يجوز أن يكون كلّ
واحد منهما فاعلا و مفعولا، و رفع المبتدأ و الخبر لم يكن لأمر يخشى التباسه، بل
لضرب من الاستحسان و تشبيه بالفاعل من حيث كان كلّ واحد منهما مخبرا عنه، و افتقار
المبتدأ إلى الخبر الّذي بعده كافتقار الفاعل إلى الفعل الّذي قبله، و لذلك رفع
المبتدأ و الخبر، انتهى.
و قيل: كلّ منهما أصل، و هو مرتضى الرضيّ، قال ابن هشام في شرح
اللمحة: و بالجملة فإنّ هذا الخلاف طويل الذيل عديم النيل. قال الدمامينيّ في شرح
التسهيل: بل تظهر جدوى الخلاف في أولوية المقدّر عند الاحتمال، كما إذا وجدنا
محلّا دار الأمر فيه بين أن يكون المحذوف فعلا، و الباقي فاعلا، و أن يكون المحذوف
خبرا، و الباقي مبتدأ، كما إذا قيل: من قام، فقيل في جوابه زيد، فإنّه يحتمل كون
زيد فاعلا، و التقدير قام زيد[1]، و يحتمل كونه مبتدأ، و التقدير زيد
قام، فإن قلنا: الفاعل أصل ترجّح الأوّل، و إن قلنا: المبتدأ أصل ترجّح الثاني،
انتهى. و إن قلنا: كلاهما أصل، استوي التقديران لفقد المرجّح، فقد ظهر جدوى الخلاف
كما رأيت.
«هو»أي الفاعل لغة من أوجد الفعل، و
اصطلاحا ما أي اسم أو مؤوّل به «أسندإليه»أي نسب إليه، و المراد بالإسناد هنا النسبة، سواء تعلّق بها إدراك
الوقوع أو إدراك عدم الوقوع أو الطّلب أو الإنشاء. فالحاصل في" ما قام
زيد" سلب الوقوع، لا سلب الإسناد، و في أن قام زيد، فرض الوقوع لا فرض
الإسناد، فلا حاجة في شمول التعريف لفاعل النفي و الشرط إلى ما اشتهر من تكلّف أنّ
المراد بالإسناد أعمّ من الإسناد ايجابا أو سلبا، محقّقا أو مفروضا، كذا قال
بعضهم.
«العاملفيه»المجرور متعلّق بالعامل، أي في ذلك
الاسم أو المؤوّل به، سواء كان العامل فعلا، أو ما يشبهه في العمل من المصدر و
اسمي الفاعل و المفعول و الصفة المشبهة و اسم التفضيل، فخرج المبتدأ، نحو: زيد
قام، و زيد قائم، فإنّ زيدا فيهما مسند إليه، لكنّ المسند غير عامل فيه، نعم على
قول بعض إنّ المبتدأ يرتفع بالخبر، و هو عامل فيه، فيبقي داخلا، و هو قول ضعيف.