و قد احتجّ به ابن مالك في باب القسم من شرح التسهيل، و كأنّ قولهم
لحن مأخوذ من قول السيرافيّ: الحذف إنّما يستعمل إذا كانت إلا و غير بعد ليس، و لو
كان مكان ليس غيرها من ألفاظ الجحد، لم يجز الحذف، و لا يتجاوز بذلك مورد السماع،
انتهى كلامه. و قد سمع. انتهى، و لا هذه للتبرئة كما صرّح به الرضيّ. و الظاهر من
كلام المفتاح و التلخيص أنّها عاطفة.
[المعربات]
[النوع الأول: ما يرد مرفوعا لا غير]
الفاعل
ص: الأوّل: الفاعل: و هو ما أسند إليه العامل فيه قائما به، و هو
ظاهر و مضمر، فالظاهر ظاهر، و المضمر: بارز أو مستتر، و الاستتار يجب في الفعل في
ستّة مواضع: فعل الأمر للواحد المذكّر، و المضارع المبدوّ بتاء الخطاب، للواحد أو
بالهمزة أو بالنون، و الفعل الاستثنائي و فعل التعجّب، و ألحق بذلك: زيد قام أو
يقوم، و ما يظهر في بعض هذه المواضع، كأقوم أنا، فتأكيد للفاعل كقمت أنا.
تبصرة: و تلازم الفعل علامة التأنيث إن كان فاعله ظاهرا حقيقيّ
التأنيث كقامت هند. أو ضميرا متصلا مطلقا كهند قامت، و الشمس طلعت، و لك الخيار مع
الظاهر اللفظيّ كطلعت أو طلع الشمس، و يترجّح ذكرها مع الفصل بغير إلا نحو: دخلت
أو دخل الدّار هند، و تركها مع الفصل بها نحو: ما قام إلا أمراة، و كذا في باب نعم
و بئس، نحو: نعم المراة هند.
مسألة: و الأصل في الفاعل تقدّمه على المفعول، و يجب ذلك إذا خيف
اللّبس، أو كان الفاعل ضميرا متّصلا، و المفعول متأخّرا عن الفعل، و يمتنع إذا
اتّصل به ضمير المفعول، أو اتّصل ضمير المفعول بالفعل و هو غير متّصل، و ما وقع
منهما بعد إلا أو بعد معناها وجب تأخيره.
ش: «هو»أي «مايرد مرفوعا لا غير أربعة، الأوّل: الفاعل»،و بدأ به لكونه الأصل في استحقاق
الرفع عند الأكثر، و قيل: الأصل هو المبتدأ. قال ابن يعيش: ذهب سيبويه و ابن
السّراج إلى أنّ المبتدأ هو الأصل في استحقاق الرفع، و غيره من المرفوعات