نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 118
و أمّا وجود الضّمّ في الحرف فنحو: منذ، تصلح للتمثيل لوجود الضّمّ
في الاسم، فإنّها في لغة من جرّ بها حرف، و في لغة من رفع بها اسم. و بنيت
الاسميّة لقطعها عن إضافة مرادة في المعنى، لأنّ معنى قولك: منذ يوم الجمعة، أوّل
المدّة يوم الجمعة فقد تضمّنت المضاف إليه كتضمّن قبل و بعد عند الحذف، و كان
البناء على حركة لما مرّ، و كانت ضمّة لشبهها بالغايات.
تنبيه: قال ابن
الدّهّانفي الغرّة لم يبن من الحروف على الضمّ إلا منذ. قال بعض المحقّقين: و
هو منقوض بنحو ربّ بالضمّ في لغة و الكاف في ذلكم و ذلكما و ذلكنّ و التاء في
أنتما و أنتم و أنتنّ و الهاء في إيّاه و إيّاهما و إيّاهنّ، و أمّا وجود الكسر
فيه فنحو لام الجرّ الداخلة على ظاهر غير مستغاث نحو: لزيد. قال الرضيّ: و نقل
فتحها مع جميع المظهرات.
«و الأخيران» و هما الفتح و السكون
«يوجدان في الكلم الثلاث»: الاسم و الفعل و الحرف: أمّا
السكون فلخفّته، و أمّا الفتح فلكونه أقرب الحركات إلى السكون لحصوله بأدني فتح
الضم بخلاف الضّمّ و الكسر، فإنّ الأوّل إنّما يحصل بإعمال العضلتين معا الواصلتين
إلى طرفي الشفة، و الثاني إنّما يحصل بالعضلة الواحدة الجاذبة إلى أسفل.
الخلاف في الكلم هل هو جمع أم
لا:
الكلم ليس جمعا للكلمة خلافا
للجرجانيّ و جماعة، لأنّه يجوز تذكير ضميره، و الغالب على الجمع التأنيث، و لا
اسم جمع خلافا لبعضهم، لأنّ له واحدا من لفظه، و الغالب على اسم الجمع خلاف ذلك،
بل هو اسم جنس لدلالته على الماهيّة من حيث هي، و هل هو إفراديّ أو جمعيّ خلاف،
ذهب إلى الأوّل جماعة تمسّكا بقوله تعإلى: إِلَيْهِ يَصْعَدُ
الْكَلِمُ الطَّيِّبُ [فاطر/ 10]، و المختار عند المحقّقين الثاني،
فهو لا يقع إلا على ما فوق كلمتين، و عند الأكثرين لا يطلق إلا على ما فوق العشرة
فوجود الفتح في الاسم نحو: «أين»
استفهاميّة كانت أو شرطيّة، و بنيت لتضمّنها حرف الاستفهام أو الشرط، و كان البناء
على حركة لما مرّ، و كانت فتحة
[2] - سعيد بن المبارك ناصح الدين بن الدهان النحويّ، كان من أعيان
النحاة المشهورين بالفصل و معرفة العربية، صنّف: شرح الإيضاح في أربعين مجّلدا،
شرح اللمع لابن جني، الدروس في النحو و ... مات سنة 569 ه. بغية الوعاة 2/ 587.
[3] - أبو بكر عبد القاهر الجرجاني نحويّ بيانيّ مفسّر شاعر، صنّف:
المغني، العوامل المأئة في النحو، دلائل الإعجاز، أسرار البلاغة و ... مات سنة 471
ه. عبد القاهر الجرجاني، دلائل الإعجاز، بيروت، المكتبة العصرية، 1424 ه، ص 44.