ونحن إذا لاحظنا الشعار الرئيسي الذي طرحته السماء بهذا الصدد : « لا إلَه إلاّ الله » نجد أ نّها قرنت فيه بين شدّ المسيرة الإنسانية إلى المطلق الحقّ ورفض كلّ مطلق مصطنع .
وجاء تأريخ المسيرة في واقع الحياة على مرّ الزمن ليؤكّد الارتباط العضويّ بين هذا الرفض وذلك الشدّ الوثيق الواعي إلى الله تعالى ، فبقدر ما يبتعد الإنسان عن الإله الحقّ ينغمس في متاهات الآلهة والأرباب المتفرّقين . فالرفض والإثبات المندمجان في « لا إلَه إلاّ الله » هما وجهان لحقيقة واحدة ، وهي حقيقة لا تستغني عنها المسيرة الإنسانية على مدى خطّها الطويل ; لأ نّها الحقيقة الجديرة بأن تُنقِذ المسيرة من الضياع ، وتساعد على تفجير كلّ طاقاتها المبدعة ، وتحرّرها من كلّ مطلق كاذب معيق .
العبادات هي التعبير العملي :
وكما ولد الإنسان وهو يحمل كلّ إمكانات التجربة على مسرح الحياة وكلّ بذور نجاحها من رشد وفاعلية وتكيّف كذلك ولد مشدوداً بطبيعته إلى المطلق ; لأنّ علاقته بالمطلق أحد مقوّمات نجاحه وتغلّبه على مشاكله في مسيرته الحضارية كما رأينا .
ولا توجد تجربة أكثر امتداداً وأرحب شمولا وأوسع مغزىً من تجربة الإيمان في حياة الإنسان ، الذي كان ظاهرةً ملازمةً للإنسان منذ أبعد العصور وفي