هذه ثلاث وصايا يعتمد تفعليها على ما لدى الإنسان والوالي خصوصاً من البصيرة تجاه زمانه. والقرآن المجيد يأمر الدعاة إلى الله تعالى بأن يلتزموا هذه الوصايا الثلاث في كلمة واحدة، حيث قال:
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ)[1]. والحكمة في هذا السياق تعني ما يحكم به العباد بين أنفسهم فيما يرتبط بخلافاتهم وصراعاتهم؛ أي مادّة الحكم وحقيقته.
ولكن، كيف تتم الحكمة؟
إنما تتم بمعرفة الزمان، وتقييم الطاقات، ومعرفة الظروف. وهذا هو معنى الحكمة في الواقع. وهو تفسير الإمام عليه السلام لهذا الأمر في نهاية المطاف، حيث قال:
. أي يضع معرفة الزمان وتقييمه للطاقات واختبار الظروف فيما يناسبها من مواقف. وقد قيل في تفسير الحكمة أنّها: وضع الشيء في محلّه. وقد أدلى الإمام بتفسير الحكمة في هذا الموضع دون التصريح بلفظها ..