responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التاريخ الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 70

في اوساط الموالي، الذين يشكلون الاكثرية المسحوقة والمحرومة والمستضعفة في الكوفة، لكان يجد فيهم الصلابة والشجاعة والكثافة. ان ابا مسلم الخراساني عندما عقد لواء للموالي، انضوى تحت هذا اللواء، خلال اشهر مائة الف سيف [1] من الموالي الايرانيين والافغانيين وغيرهم. وان المأمون العباسي تغلّب على أخيه محمد الامين عن طريق الموالي.

من هنا ينبغي تحويل شعارات الحركات الدينية الى مضامين اجتماعية، فيجب ان يعرف كل انسان في الشارع ان خبزه وامنه وبيته ورفاهه ومستقبل اولاده، كل هذه ترتبط بالدين، وان الدين ليست مجموعة افكار تدور في فراغ، انما هي حقائق عملية تستطيع ان تغير حياة الانسان.

هذان السببان هما اللذان كانا وراء فشل الرجل العظيم سليمان بن صرد، ويمكن اخذ اسباب فرعية اخرى في عين الاعتبار كالعجلة في توقيت المواجهة العسكرية وعدم اتخاذ السرية في العمل بالصورة المطلوبة وعدم وجود رؤية بعيدة الافق وغيرها من الاسباب.

وقد لخصنا الاسباب الثلاثة في الفكرة الاولى، وهي ان هذه الحركات لم تكن تريد السيطرة على الحكم بقدر ما كانت تهدف بث الروح الدينية في الامة، وهذا الهدف هو بذاته هدف عظيم، الا ان الانسان لا يمكن ان يتقاعس عن حقه لمجرد انه يعمل أي عمل لله سبحانه وتعالى، بمعنى ان سليمان كان بامكانه ان يجمع بين الامرين لو كان ممكناً، اما اذا كان مستحيلا فعذره مقبول، ونحن في كلتا الحالتين نقدر له هذا العمل العظيم.

فلو ان سليمان كان ساكتاً لما وقعت ثورة المختار، ولو لم تقع ثورة المختار لما وقعت ثورة زيد بن علي ومن بعده ابنه يحيى وتبعه قيام ابو مسلم الخراساني، وبعد ذلك سقوط الدولة الاموية.


[1] الاخبار الطوال/ ص 26.

نام کتاب : التاريخ الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست