في سورية حيث توفي فيها بعد ان اتخذها الاسماعيليون مركزا لهم، وارسل دعاته الى المغرب العربي، وكان يقال ان لمحمد بن اسماعيل سرداباً بداره يختفي فيه خوفا من اعوان الرشيد.
ومن بعده بايع الاسماعيليون ابنه عبد الله الملقب باحمد الوفي الذي عاصر المأمون العباسي، وكان من اساليب السرية لديه، ما روي انه كان يملك سردابا في بيته متصلا عبر قناة واسعة بالصحراء المحيطة بمدينة السلمية [1] حيث كانت الاموال والذخائر تحمل على الجمال فينفتح لها باب السرداب في الليل ثم يهال التراب عليه فلا يدري به احد [2] وقد كانت السلمية في مكان وسط من الناحية الجغرافية وقريبة من العراق.
وقد تميز عصر المأمون العباسي كما هو معروف، بالفلسفة المترجمة من الفكر اليوناني والفارسي القديم والهندوكية القديمة. وانتشرت هذه الفلسفة في اوساط المسلمين انشاراً واسعاً، ومن هنا بدأ احمد بن محمد بن اسماعيل بتأليف ونشر ما سمّي برسائل اخوان الصفا وخلان الوفاء، التي كتبها احمد اما بنفسه حسب بعض الدلائل التاريخية، او امر دعاته الكبار بأن يكتبوها، ثم القى عليها نظرة اخيرة، وامر باقي الناس من اتباعه وجماعته من ابناء حركته بأن يستنسخوا هذه الرسائل وينشروها، وهو الارجح بالنسبة لنا، وتقع هذه الرسائل حالياً في اربع مجلدات.
رسائل اخوان الصفا .. منهج فكري للحركة
وتحتوي رسائل اخوان الصفا كثيراً من الافكار العقائدية حول علم الكلام والسياسية والاخلاق، وفي شتى المجالات الاخرى المختلفة. وهي على شكل دروس حركية كانت تلقى في الحلقات الخاصة التي كانت لكبار دعاة
[1] السلمية: قضاء في سورية بمحافظة حماة شرقي نهر العاصي فتحها العرب في سنة 636 م وهي مركز الاسماعيلية (الموسوعة العربية الميسرة).
[2] تاريخ الدعوة الاسماعيلية/ ص 149 نقلا عن سيرة جعفر الحاجب/ ص 17.