responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التاريخ الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 228

تربية متكاملة، ولو ان انسانا آخر القى بهذه الوصية على هشام، فقد لا يتأثر بها.

اما الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) فانه استطاع ان يبثها في روح هشام، وربما كان للايحاء النفسي في هذه الوصية تأثير اكبر من عباراتها، لأن الامام كان يجسد تعاليمها في افعاله قبل ان يلقيها كوصايا على هشام، والاكثر من ذلك الموالي الذين كانوا حول الامام والخدم وكذلك ابناؤه كل واحد من هؤلاء بنظرته الى الامام موسى بن جعفر تحوّل الى رجل متدين، وهذه هي الوظيفة الاساسية للأئمة (عليهم السلام).

وربما يقول احدنا كان الواجب على الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) ان يخفي نفسه ويكّون حركة سرية ويبدأ العمل السياسي، ان هذا في الواقع عمل مهم ولكن الامام قد وكل امر هذه الوظيفة الى اناس غيره، وقد تحدثنا سابقاً عن التنظيم الرسالي الذي توسع في عهده.

ان اعظم دور قام به الائمة المعصومون (عليهم السلام)، هو القيادة الروحية للامة، لذلك فرضوا انفسهم بصورة طبيعية حتى على اعدائهم، فمثلا المنصور الدوانيقي هو الذي قتل الامام الصادق (عليه السلام)، ولكن مع ذلك وبعد وفاة الامام تراه يبكي بكاءا مرا ويقول لأحد رجاله، وهو ابو ايوب الحوزي: هذا كتاب بمحمد بن سليمان يخبرنا ان جعفر بن محمد قد مات، فانا لله وانا اليه راجعون- ثلاثا- واين مثل جعفر؟ [1].

اننا نقرأ في التاريخ ان الامام علي (عليه السلام) كان يذهب الى حديقة بني النجار، حيث يقضي الليل هناك يبكي بصورة متواصلة، ان هذا لم يكن مجرد بكاء، وانما كان توجهاً صادقاً وعميقاً لله سبحانه، وهذا البكاء هو الذي خلف


[1] بحار الانوار/ ج 47/ ص 2/ او اعلام الورى/ ص 290.

نام کتاب : التاريخ الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست