لدينا قيادات مثالية من الناحية العلمية والاخلاقية والادارية ومن ونواح عديدة اخرى من مثل شخصية الامام الخميني (رض) التي سمحت لها الظروف بالبروز كما سمحت لشخصيات اخرى من مثل الميرزا المجدد الشيرازي صاحب ثورة التنباك المعروفة.

واذا ما انتقلنا الى القيادات الوسطى رأينا مشكلة (الادارة) اكثر وضوحا، ونقصد بالقيادات الوسطى الوكلاء والخطباء والكتّاب وغيرهم ممن يعتبر حلقة الوصل بين القيادة والجماهير.

ونحن نستوحي أهمية (الادارة) كصفة اساسية من صفات القيادة من الحديث الشريف المعروف الذي يقول:

(ما نزل عليّ جبريل الا وامرني بمداراة الرجال)

، فهذه المداراة يعني ان تكون قادرا على ان تدير الجماهير، وتتعرف على شخصياتهم، و تعرف كيف تحركهم في الاتجاه المناسب وفي الوقت المناسب، ولذلك استطاع الرسول (صلى الله عليه وآله) ان يبني امة، ويؤسس مجتمعا وحضارة ممتدة في فترة قياسية.

شروط المدير الناجح:

والسؤال المهم المطروح هنا هو: كيف يمكن للانسان ان يكون مديراً ناجحاً؟ هناك شروط ثلاثة هي في نفس الوقت تشكل مراحل ثلاثة:

السيطرة النفسية المرحلة الاولى:

وهي مرحلة سيكولوجية نفسية، فينبغي عند قيادتك للجماهير أن تكون مسيطراً على المواقف المختلفة من الناحية النفسية، فالانسان المنهار لا يستطيع ان يقوم بعملية الادارة، فلابد أن تعلم إن الاخرين ينتظرون موقفك، وان موقفك هذا سيحدد موقف المجتمع، فلابد ان تكون جريئا في اتخاذ الموقف، وان لا تتهيب من ذلك لان التهيب هو من اهم عوامل الفشل في حياة الانسان كما يقول الحديث الشريف:

(قرنت الهيبة بالخيبه)

.