الفصل الخامس: ضرورة الادارة

ان المشكلة الاساسية التي تعاني منها الامة الاسلامية هي مشكلة القيادة، ولهذه المشكلة بعدان:

البعد الاول يتصل بالجماهير، لانها لم تؤمن الايمان الكافي، ولم تسلم التسليم المطلوب لقياداتها الرسالية، ففقدت بذلك القلب النابض، والمحور الذي يجتمعون حوله.

اما البعد الثاني- وهو مدار حديثنا في هذا الفصل- يتمثل في القيادات، فهي بدورها مسؤولة عموما عن تردي الاوضاع، وعن عدم استجابة الجماهير لها خصوصا، ونحن نستوحي هذه الظاهرة من حديث شريف يقول:

(لنحملن اوزار جهالكم على علمائكم)

وحديث آخر يقول:

(يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل ان يغفر للعالم ذنب واحد)

. الكفاءة الادارية شرط اساس من شروط المرجعية:

صحيح ان هناك احاديث اخرى تصرح بان فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم، ولكن صحيح ايضا ان المحاسبة تكون بقدر المسؤولية وبحجم الصلاحية يكون الواجب، وهكذا نرى ان العلماء القادة يمكن ان يكونوا مسؤولين بدورهم عن تخلف الاوضاع، ومن اهم هذه المسؤوليات الكفاءة في الادراة، فلا ريب ان علماءنا و طلابنا وخطباءنا كفؤون من الناحية العلمية.

اين تكمن المشكلة اذن؟ المشكلة الحقيقية تتمثل في (الادارة)، فلقد كنا نمتلك علماء جيدين، ولكنا لم نكن نتمتع عموما بمدراء كفوئين، ومع ذلك فقد كانت