الفصل الثاني: ضروريات التطوير

من الضروريّات الاوليّة التي يجب ان يتحلّى بها عالم الدين ان يكون عصريّاً؛ أي ان يستطيع التجديد وفق متغّيرات العصر وضروراته، والتأثير على المجتمع تأثيراً دينياً ايجابيّاً حسب الظروف المستجدّة في حياتهم.

انّ هذه الضرورات تعتبر من المسلّمات لدى جيل من الرجال الذين نذروا انفسهم لله- تعالى-، وهناك جيل آخر وضعوا انفسهم في اطار من الجمود على التقاليد والافكار القديمة التي يمكن ان نطلق عليها تعبير (الافكار الرجعيّة).

وهناك في هذا المجال عدّة اسئلة للطرح، نجيب عليها في هذا الفصل؛ السوال الأوّل هو: ماذا يعني التجديد؟ والثاني: كيف يستطيع الانسان الاستمرار في حركة التجديد؟ والثالث: ما هي ضروريات التجديد؟

ماذا يعني التجديد؟

وللاجابة على السؤال الاول نقول: انّ التجديد يعني ان يكون عالم الدين قادراً على العمل وفق المرحلة التي يعيشها. فالانسان- على سبيل المثال- يمرّ في حياته الخاصّة بمراحل ثلاث هي مرحلة الطفولة، ومن ثم الشباب والفتوة، واخيراً مرحلة الاكتمال والرجولة، والانسان العاقل والحكيم هو الذي يعمل في كلّ مرحلة من هذه المراحل الثلاث طبقاً لمتطلّباتها؛ ففي مرحلة الطفولة ينبغي عليه ان يربّي ويكيّف نفسه، وان يتعلّم مختلف العلوم والفنون، وان يكون متواضعاً لمن هواكبر منه سنّاً، وما الى ذلك.

امّا في مرحلة الشباب فيجب عليه تحمّل المسؤوليّات، والانضباط وفق الافكار