الطبيعة قد سخرت للانسان بشكل تام، ويكون قد حقق السيادة الكلية على الكون، وهذا هو مايريده الله- عز وجل-.
بالعلم نكبح جوامحنا:
والآن يتبادر الى الذهن السؤال التالي: كيف يستطيع الانسان اخضاع نفسه الشهوانية لعقله النير، وينتصر على عدوه الاكبر الشيطان؟
ان هذا يتم بالعلم أيضاً، ذلك العلم الالهي الذي اودعه الله- تعالى- في الانسان، فابليس حينما عصى وتمرد لم يكن خارجاً عن حكم الله وسلطانه، فالله- تعالى- قادر على اخذه متى شاء، فكذلك الانسان الذي يحمل العلم الالهي بامكانه ان يقهر ابليس وينتصر عليه اذا اراد ذلك، كما اشار الى ذلك- تعالى- في الآيات التالية:
انه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون[1].
ان عبادي ليس لك عليهم سلطان إلآ من اتبعك من الغاوين[2].
فقاتلوا اولياء الشيطان ان كيد الشيطان كان ضعيفا[3].
وعندما يسلب من الانسان علمه فانه لا يصبح كسائر الحيوانات فحسب وانما اقل قيمة منها واضل سبيلا، والسبب في ذلك ان الحيوانات التي لم تزود بالعلم قد زودت بالغرائز وبالقدرة على التكيّف مع ظروف البيئة وقوانين الحياة، في حين ان الانسان لم يزود على نفس المستوى بهذه القدرات، وانما وُهب ما هو افضل من ذلك، الا وهو العقل الذي يتعلم به الطريق الى التغلب على الطبيعة.
فالحمام- مثلًا- يطير في السماء بغريزته وقدرته على التكيف مع المجال المغناطيسي للارض، ولذلك نجد الحمامة تستطيع ان تهتدي الى عشها حتى وان كان يبعد عنها عشرات الكيلومترات دون ان تخطىء، ولكن الانسان لا يستطيع