responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعهد الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 157

الفصل الخامس: بين العلم والمال

تعتمد الحياة على قاعدتين اساسيتين هما: العلم والعمل، والعمل حينما يتكثف يتحول الى رصيد متراكم يسمى مالًا، فالمال في الواقع ليس الّا عملًا مركزاً ومتراكماً، أما العلم فهو جانب الرؤية الى الحياة، ومعرفة الانظمة السائدة فيها، وطريقة تسخير الارض، ومعرفة النظام الكوني الذي نعيش فيه.

العلم هو المقياس المتفوق:

وحينما نقيس العلم والمال فلا ريب ان العلم يسمو على المال، فلولا معرفة الانسان للحياة لما كان هناك فرق بين البشر وسائر الاحياء، بل لما كان هناك فرق بين الانسان والطبيعة، فالانسان انما سخر الطبيعة بعلمه، ولذلك نجد الآيات القرآنية تذكر بهذه الحقيقة، حيث يقول الله- تعالى- في قصة نبينا آدم (عليه السلام).

وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء ... وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلّا ابليس أبى واستكبر .. [1].

فالملائكة سجدت للانسان لان الله علّم الانسان ما لم يعلم حينما زود- تعالى- أبانا آدم بالعلم، واذا كانت الملائكة هي الحقائق الغيبية الموكلة بالطبيعة فلقد اسجد الله للانسان كل الطبيعة وسخرها له باستثناء شيء واحد هو نفس الانسان الامارة بالسوء التي تمثل تمرد ابليس وعصيانه لامر الخالق- جل شأنه-، واذا استطاع الانسان ان يخضع نفسه الامارة بالسوء فعندها سينتصر على الشيطان وبذلك تكون


[1] - البقرة 31- 34.

نام کتاب : المعهد الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست