الحقيقة امضى اسلحتها، فهي اشبه شيء بجيش متكامل يدخل المعركة وهو مجهز بالدبابات، والطائرات، وسلاح المشاة، والهندسة، ولكن الشيء الذي يفتقر اليه هو الذخيرة، ومن الطبيعي ان هذا الجيش محكوم عليه بالفشل والهزيمة في المعركة.
وهكذا فان الحركة التي لاتمتلك امكانيات الهدم، فانها لاتمتلك شيئا في الحقيقة لان السلطة ستكون في هذه الحالة قادرة على تصفية عناصر هذه الحركة، وفي هذا المجال يؤكد الامام علي (عليه السلام) في عهده الى مالك الاشتر على ضرورة المحافظة على الجند، وعدم التفريط بهم، حتى انه يصفهم بأنهم:
" فالجنود باذن الله حصون الرعية، وزين الولاة، وعز الدين، وسبل الأمن، وليس تقوم الرعية إلا بهم ..."
وجدير ذكره هنا ان السلاح لم يعد مقتصرا اليوم على القنابل اليدوية، والمسدسات، والرشاشات وما الى ذلك من اسلحة خفيفة، فعلى الحركات ان تكون طموحة في مجال تسليح نفسها بالاسلحة المتطورة، وفي هذا المجال توجد ملاحظة مهمة أعبر عنها ب" التقدم الافقي للسلاح"، ومرادي من ذلك ان السلاح من الممكن ان يؤدي لك خدمة كبيرة عندما يكون استعماله مسبوقا بخطة متكاملة، فعندما تتمتع الحركة باستخبارات قوية، وعندما تهيء خريطة واضحة لارض العمليات، وعندما تكون لها فكرة كاملة عن الفرد الذي تريد ان تغتاله، فان السلاح حتى وان كان بسيطا من الممكن ان يحقق نتائج باهرة، كأن يستطيع الانسان الثوري ان يقتل رجل مخابرات بمسدس واحد، ونحن نعلم ان رجل المخابرات لايكون عادة انسانا عاديا، فالسلطة لاتستطيع ان تعوض رجل المخابرات بسهولة، فلكي تستطيع تخريج رجل مخابرات واحد فانها بحاجة الى سنين طويلة من بذل الجهود والامكانيات.