responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النهج الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 58

الشعوب رهن ثقافتها:

ومن هنا فان وراء ما يسمى ب (القضايا السياسية) الظاهرية حقائق حضارية كامنة، ونحن اذا اردنا ان نكون حكماء فلابد لنا من ان نتوغل في عمق هذه الحقائق لا لكي نفهمها فحسب، وانما من اجل ان نسخّر الحياة لاهدافنا المشروعة.

وللأسف فاننا عندما تلفنا امواج الاخبار السياسية والاقتصادية، ونعيش في دوامة الاحداث اليومية فاننا نغفل عن حقائق الامور، وهذه هي مشكلة الانسان، والسبب الحقيقي للغفلة هو نوع الثقافة المهيمنة على الشعوب؛ فلو كانت ثقافة الامة هي ثقافة التحدي والهجوم والمبادرة، ثقافة تزودها بالايجابية والتفاؤل، وتمنحها الوحدة والتعاون، فان هذه الامم سوف لاتزداد مع مرور الزمن سوى اقتدارا وقوة، ولايمكن لأية محنة ان تهزمها.

اما اذا كانت الثقافة السائدة هي ثقافة التبرير، والقاء المسؤولية على الاخرين والتملص منها، والسلبية والتشاؤم، فان مصير هذه الامة سوف لايكون الا الهزائم المتتالية، وهنا يأتي البعض من ضعاف الايمان ليبرر واقعه الانهزامي قائلا: ان الهزائم كانت دائما من نصيب المؤمنين، وهو يستشهد على كلامه هذا بحياة الرساليين عبر التاريخ، فلا يأخذ منها الا جانب التشريد والقتل والتضحية متناسيا ان انتشار الدين انما كان بسبب تلك الدماء الزاكية، وهو لاينظر الى الانتصارات التي يحدثنا عنها القرآن الكريم مثل انتصار آدم على ابليس، وانتصار ابراهيم على نمرود، وموسى على فرعون، وبالتالي انتصار نبينا الاعظم محمد (صلى الله عليه وآله) على كفار قريش.

ان هؤلاء جميعا قد نصرهم الله- تعالى-، وقد كانوا قدوات الايمان والصلاح، فكيف لاينصرهم الخالق- عز وجل- وهو القائل في كتابه: إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (محمد/ 7)، ترى ماذا تعني هذه الاية، هل تعني ان على الانسان ان يمارس العبادات ثم ينهزم؟

نام کتاب : النهج الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست