مجموعة اخرى من الخصال الحميدة التي بدونها لايمكن ان تتحقق. فالوحدة تدل- مثلًا- على صدق العمل، وصلاح الخطة، وسلامة القيادة والمسيرة.
الوحدة في القرآن:
ويبدو لي ان سورة آل عمران تتحدث عن الوحدة الرسالية، وعن اسلوب تنميتها. ففي هذه السورة بالذات نقرأ قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا) (آل عمران/ 103). فهو يحدثنا عن نعمة الرسالة والرسول الذي كان رحمة للعالمين، فيقول عز من قائل: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ) (آل عمران/ 164).
فرسالة الله جل جلاله هي اعظم نعمة منَّ بها على الانسان، لان الرسالة توحد طاقات الأمة، والى هذا المعنى اشار القرآن الكريم في قوله: (وَلَئِن مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ* فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين) (آل عمران/ 158- 159).
فهذه القيادة الالهية هي قيادة الرحمة وتجميع الطاقات، وليس دفعها بعيداً عن محور الرسالة؛ ولكن لين هذه القيادة هو من النوع المنطوي على الحزم، لان الله يقول بعد ذلك: