وعلى صعيد آخر يقول ربنا تبارك وتعالى: وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْه اللّهُ. بمعنى قبح أن يبخل الحاج على نفسه من عمل الخير وذكر الله الدائم وتسبيح اسمه وأداء المستحبات من الصلاة والدعاء للمسلمين وتقديم الصدقات في موسم الحج، لا سيما وأن الله سبحانه وتعالى يضاعف ثوابه للحجاج على أعمالهم الخيرة، فهذه الأرض الطيبة فيها يتضخم الجزاء الطيب.
ثم يقول تعالى في إطار تبيينه لبصيرة أخرى عظيمة: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىِ. أي أن التقوى هي الهدية التي يجب أن يهديها الحاج لنفسه، وذلك لأسباب عديدة، منها أن زاد التقوى هو الحصن المنيع دون استيلاء الفتن وسيطرتها عليه. فالتقوى هي العامل الأهم بعد رفد الله ونصره لعباده في مقاومة الفتن والانتصار عليها، سواء كانت فتن الدنيا أو الآخرة.