الدنيا هي الحياة الطيّبة، وفي الآخرة الجنّة، أمّا معنى (وَ قِنا عَذابَ النّارِ) فإنّ هناك أُناساً يدخلون الجنّة ولكنّهم في الطريق يمرّون على جهنّم، ونحن نرجو من الله سبحانه، أن لا نكون ممّن يمرّ بهذا الطريق، بل أن نجتاز الطريق الذي يؤدّي مباشرة إلى الجنّة.
والسؤال المطروح هنا: كيف نتخلّص من هذه الذنوب التي ارتكبناها، ونسيناها، وهي مسجّلة عند الله؟
إنّ الطريق إلى ذلك هو الاستغفار، وفعل الحسنات، وقد قال الله تعالى: (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) (هود/ 114).
والإنسان لأنّه لا يعرف هل انمحت ذنوبه أم مازالت مسجّلة، فإنّ عليه أن يكون دائم الاستغفار، ودائم الفعل للحسنات والأعمال الصالحة.
ضرورة الشعور بالمسؤولية
وتأسيساً على كلّ ذلك فإننا نقف وجهاً لوجه أمام المسؤولية الخالصة، فيجب علينا أن لا نحتجب عن هذا الشعور، ألا وهو الشعور بالمسؤولية. فعلينا أن نضع (يوم الدين) نصب أعيننا في كلّ عمل نقوم به، فهناك أمامنا المحكمة الكبرى، والسجلّ الذي سيفتح أمام أعيننا لنرى كلّ أعمالنا مكتوبة فيه.
والإنسان المؤمن ديدنه التدبّر في أعماله، فهو لا يتخذ قراراته بسرعة، بل يفكّر فيها طويلًا قبل أن يتخذها. وهكذا الحال بالنسبة إلى (الكلمة) فإنّ الإنسان مسؤول عنها أيضاً إلى درجة أنّ الإمام علي (ع) يتمنى في بعض