responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإبتلاء مدرسة الإستقامة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 47

والمثال الواضح على ذلك من التأريخ معركة بدر الكبرى، حيث ذهب المسلمون للحصول على المغانم واذا بهم يواجهون ألف فارس من فرسان الجزيرة العربية مدججين بالسلاح، مع أن المسلمين كانوا قليلي العدد لا يملكون سوى أسلحة بسيطة تعد لاشيء بالقياس الى الأسلحة التي يتمتع بها العدو.

ويروي لنا عز وجل هذه الحادثة التأريخية، قائلًا: (إِذْ أَنْتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَاوَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ) (الانفال/ 42).

فقد كانت مواقع الطرفين في المعركة مختلفة، ولو كانت هذه الحرب مقصودة ومدبرة سلفاً، لكانت إحتمالات وقوعها قليلة، خصوصاً مع عدم تهيؤأفراد الجيش لهذه المعركة. ولكن الله سبحانه وتعالى يقول: (لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْرَاً كَانَ مَفْعُولًا) (الانفال/ 42)

فالأمر الذي أراده الله تعالى من فجائية الحرب، هو معرفة الانسان لحقيقة طاقاته وقدراته، لكي يستطيع أن يدعي حينئذ أنه قادر على فتح البلاد وإدارة العباد، لا أن تفند كل ادعاءاته هذه عندما تأتي ساعة المواجهة.

ويؤكد عز وجل على فلسفة المباغتة والمفاجأة، قائلًا: (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الانفال/ 42) وهو سميع عليم، لأنه يراقب مجريات المعركة عن كثب، ويعلم بما في صدور المسلمين.

نام کتاب : الإبتلاء مدرسة الإستقامة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست