responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإبتلاء مدرسة الإستقامة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 29

في ذات الانسان قد تغيرت وانقلبت واحتجبت بالشهوات. وهذا هو تعبير موجز عن جميع المآسي التي يتعرض لها الانسان.

وعلى سبيل المثال فان الانسان الذي ينظر الى الأمور بفطرته، يستطيع أن يتنبّأ بالمستقبل بصورة طبيعية. صحيح إنه لم يزود بالقدرة على إستشراق الغيب، ولكنه قد منح البصيرة الكافية لتنسيق حياته، ودرء الأخطار عن نفسه، ولذلك فان الشعور بالألم وضع للدلالة والاشارة الى وجود المرض في الجسم.

وهكذا الحال بالنسبة الى الحياة الاجتماعية؛ فظهور الفوضى في المجتمع يشير الى قربه من المأساة، والوقوع في مستنقع المشاكل الاجتماعية. فمشكلة الفقر، والعنصرية، والرأسمالية، والمشاكل الأخرى على الصعيد الاجتماعي تترك آثاراً واضحة تبين للانسان أن هذا المجتمع يسير في اتجاه منحرف، وبالتالي فانها تمكنه من اكتشاف الخطأ في الوقت المناسب ومعالجته قبل الاستفحال.

وعلى سبيل المثال فان السياسي الذي لايستطيع أن يفهم ضمير مجتمعه، لايمكنه أن ينجح في قيادة هذا المجتمع؛ والرئيس الذي لايدرك معنى الاضطرابات في بلده، ومعنى أن يعيش شعبه في حالة الغليان والثورة، لايمكنه أن يستمر في حكمه. فلابد أن يكتشف أن المجتمع يعيش في حالة غير صحية، وأن من الممكن أن ينقلب عليه الأمر. والسيطرة على هذه الاضطرابات، وتهدئة الأوضاع بحاجة الى وجود حالة من الانسجام بين فطرة الحاكم، وبين طبيعة الأوضاع الاجتماعية السائدة في بلده.

نام کتاب : الإبتلاء مدرسة الإستقامة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست