الفطرة هي أكبر رأس مال يمتلكه الانسان في الحياة؛ فهذه الفطرة هي التي تكشف للانسان الحقائق، وتجعله ينسجم مع طبيعة الكون والنفس، فيتفاعل بهما ومعهما. ولكن هذه الفطرة التي لابد أن تقوم بدور المنسق بين الانسان والطبيعة من حوله تتعرض للرين، لأن حجب الشهوات والأهواء والتراكمات السلبية تفصل بينها وبين إدراك الحقائق. فقد تتحول هذه الفطرة الى فطرة تحجبها الأهواء والشهوات، فتفتقد القدرة على الكشف، ولا تستطيع ان تقوم بدورها الأساسي في تبصير الانسان بالحقائق.
سبب جميع المآسي
والانسان عندما ينظر بفطرته، وطبيعته الأولية الى الأشياء، فان حياته ستكون حياة قائمة على أسس حضارية تحمله خطوة فخطوة الى الأمام وبصورة مستمرة. وإذا ما استبعدت الفطرة فان كل سعي الانسان، وكل حركة له سيكونان باتجاه معاكس؛ أي إتجاه التخلف والتقهقر بدلًا من التقدم.
وإذا أردنا أن نبيّن بكلمة واحدة سبب تخلف الانسان، وسبب المشاكل المتراكمة عليه، لابد أن نقول ان تلك الفطرة التي أودعها الله سبحانه وتعالى