النَّاسُ رَجُلَانِ: رَجُلٌ خَيْرٌ مِنْهُ وَأَتْقَى وَرَجُلٌ شَرٌّ مِنْهُ وَأَدْنَى، فَإِذَا لَقِيَ الَّذِي شَرٌّ مِنْهُ وَأَدْنَى قَالَ: لَعَلَّ خَيْرَ هَذَا بَاطِنٌ وَهُوَخَيْرٌ لَهُ وَخَيْرِي ظَاهِرٌ وَهُوَشَرٌّ لِي، وَإِذَا رَأَى الَّذِي هُوَخَيْرٌ مِنْهُ وَأَتْقَى تَوَاضَعَ لَهُ لِيَلْحَقَ بِهِ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ عَلَا مَجْدُهُ، وَطَابَ خَيْرُهُ، وَحَسُنَ ذِكْرُهُ، وَسَادَ أَهْلَ زَمَانِه» [1]
. وكان ينشد أشعاراً يقول فيها (ولعلها من إنشائه):
إِذَا كَانَ دُونِي مَنْ بُلِيتُ بِجَهْلِهِ
أَبَيْتُ لِنَفْسِي أَنْ تُقَابِلَ بِالْجَهْلِ
وَإِنْ كَانَ مِثْلِي فِي مَحَلِّي مِنَ النُّهَى
أَخَذْتُ بِحِلْمِي كَيْ أَجِلَّ عَنِ الْمِثْلِ
وَإِنْ كُنْتُ أَدْنَى مِنْهُ فِي الْفَضْلِ وَالْحِجَى
عَرَفْتُ لَهُ حَقَّ التَّقَدُّمِ وَالْفَضْل [2]
وقال:
إِنَّكَ فِي دَارٍ لَهَا مُدَّة
يُقْبَلُ فِيهَا عَمَلُ الْعَامِلِ
أَلَا تَرَى المَوْتَ مُحِيطاً بِهَا
يَكْذِبُ فِيهَا أَمَلُ الْآمِل
تُعَجِّلُ الذَّنْبَ لِمَا تَشْتَهِي
وَتَأْمُلُ التَّوْبَةَ فِي قَابِل
وَالمَوْتُ يَأْتِي أَهْلَهُ بَغْتَةً
مَا ذَاكَ فِعْلَ الْحَازِمِ الْعَاقِل [3]
وإلى هنا نختم حديثنا المختصر عن حياة سيدنا الإمام الرضا عليه السلام نسأل الله أن ينفعنا به يوم القيامة ويجعل ذلك وسيلةً لاتباعنا له في الدنيا وشفاعته عند الله في الآخرة.
[1] في رحاب أئمة أهل البيت، ص 147.
[2] في رحاب أئمة أهل البيت، ص 150.
[3] في رحاب أئمة أهل البيت، ص 150.آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي(دام ظله)، الإمام الرضا عليه السلام: قدوة و أسوة - بيروت، چاپ: دوم، 1431.