وحينما نعرف جانباً من شخصية الإمام زين العابدين عليه السلام، ومدى تفانيه في ذات الله عزَّ وجلَّ، وذوبانه في تيار حبِّه سبحانه، وخلوصه من شوائب المصلحة المادية؛ نعرف- حينئذٍ- جانباً من حكمة الولاية، وذلك التأكيد الشديد عليها في نصوص الإسلام. فمثل ولاية الإمام السجاد تصلح نفس الإنسان وتتسامى في معارج الكمال، وإن ولاية الأنبياء والأوصياء تصبغ شخصية المجتمع المؤمن بصبغة الإيمان، وتُيَسِّر له العمل بتعاليم أولياء الله تعالى، والسعي وراء تمثيل شخصياتهم الإلهية، كما أن تلك الولاية تسقي روضة حب الله في أفئدتهم، وتصونها من الذبول، لأن حب أولياء الله يفيض من حب الله كما تفيض الروافد من نبعٍ زخَّار، بل إن حب أولياء الله هو انبساط لحب الله، وأمثلة له وشواهد عليه!. وكيف يمكن أن يدَّعي أحد أنه يحب الله ثم لا يحب من هام في حب الله حتى بلغ ما بلغه الإمام زين العابدين عليه السلام من العبادة والتهجد؟!