2- كان الإمام عليه السلام، محبوباً لدى الجميع، يُكرمه البعيد والقريب سواء، ومن مظاهر محبوبيته العامة، أنه كان يفرش له بباب داره في المدينة، يجلس يقضي حوائج الناس ويحلّ مشاكلهم، فكلّ من يمرّ به يقف هُنيأة يسمع حديثه، ويرى شمائله ويتزود بها من شمائل الرسول الأكرم وملامحه صلى الله عليه واله، فلا يزال حتى ينسد الطريق دون المارّة. فإذا عرف الإمام ذلك قام ودخل لكيلا يسبّب قطع الطريق.
وقال فيه محمد بن إسحاق:
مَا بَلَغَ أَحَدٌ مِنَ الشَّرَفِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله مَا بَلَغَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍ [4].
3- وقال فيه الزبير:
والله ما قامت النساء عن مثل الحسن بن علي في هيبته وسمو منزلته [5].
4- وكان ابن عباس يأخذ بركاب الحسن والحسين على عادة من يريد أن يُبالغ في تواضعه إلى أحد، ويعرف الناس مدى خضوعه لسموِّه، فإنه كان يقود له الراحلة كالذي يُستأجر لذلك بالمال.
فكان ابن عباس يصنع ذلك للحسين، فرآه ذات مرة مدرك بن
[1] عظيم الكراديس: كراديس: كل عظم تكردس اللحم عليه.
[2] جعد الشعر: تجعّد الشيء: تقبّض، وجعّد الشعر: صيره جعداً، وهو ضد سَبُط واسترسل.