responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 122

يَتَجَاوَزُ تَرَاقِيَهُمْ، بَيْنَهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ مُخْدَجُ الْيَدَيْنِ إِحْدَى ثَدْيَيْهِ كَأَنَّهَا ثَدْيُ امْرَأَةٍ، وفي رواية عائشة: يَقْتُلُهُ خَيْرُ أُمَّتِيْ مِنْ بَعْدِيْ» [1]

. لقد أشار النبي صلى الله عليه واله بكلمته الرشيدة تلك إلى وجود طوائف قشرية جاهلة في الأمة، وأنها ستظهر عند أول فرصة تسنح لهم، وذلك حين تقع الفتنة. فهذا الرجل الذي يأمر رسول العدالة بالعدل، ويرى نفسه أحرص على القيم من ذلك الذي اختاره الله تعالى لرسالاته لا يشبه إلَّا الرجل الذي يأمر عليًّا عليه السلام بالتوبة والإيمان، وهو ابن الإيمان، وعلى أكتافه قامت قواعده وترسَّخت أسسه.

ولعل حرص الإمام عليه السلام على التفتيش عن جثمان ذي الثدية، حيث بعث رجالًا من أصحابه ليبحثوا عنه فلم يجدوه فاضطر للبحث عنه شخصيًّا .. أقول: لعل ذلك، كان لإتمام الحجة على الناس، وليعلموا أن هؤلاء مارقون عن الدِّين بشهادة رسول الله صلى الله عليه واله، فلا يُزايدون على الناس بدينهم الأجوف. ولمعرفة أن هذه الفئة المارقة الملعونة، لم تنتهِ بتصفية أفرادها جميعًا، إذ إنها حالة اجتماعية مستمرة سوف تبرز بين الفينة والأخرى هنا أو هنالك، تحت راية هذا أو ذاك، حيث لم يخلُ عصرٌ منهم أو من أمثالهم ذوي الثفنات الغليظة، والمظاهر الدينية والتطرف للقشور، وتكفير الناس بغير حجة من الله، ولا دليل من العقل.

والخوارج من هنا، وأصحاب الأشعث المتخاذلون من هناك، شكَّلوا أكبر خطر على النظام الإسلامي، في عهد الإمام عليه السلام وهم يُشكِّلون الخطر ذاته على كل رسالة إصلاحية.


[1] سيرة الأئمة الأثني عشر، ص 492.

نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست