responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 50

جمًّا تحاول هذه الطاقة تبرير كل الوسائل المؤدية إليه، حتى تخترع النفس معلومات ليست واقعية، أو تفسير المعلومات التي لا تلائم بلوغ ما أحب بما يلائمها، وهكذا.

ويدعى هذا العمل في منطق القرآن ب- (التسول) [1]، وليس منا من لم تراوده حالات التسول أو أحلام اليقظة بين فترة وأخرى. فما يحب الإنسان شيئًا إلَّا وتقوم هذه القوة بنسج أساطير غير صحيحة لتبرير ما يحب. ولكن لا يعني كل هذا أن إشعاع العقل ينحسر عن مجال الذات في هذه الحالات، بل إنما النفس لا تستخدم هذا الإشعاع عندها، إذ إن بقدرة النفس توجيه نور العقل بعيدًا عن الذات حتى لا يكشف الخبايا البعيدة فيها ويقضي على الأساطير المبتدعة.

بعد هذه الملاحظات نعرف أن الحب قد يكون مصدرًا للفكرة بفعل ما سميناه بعملية التسول، إلَّا أن الإنسان لا يضطر إلى الإنسياق مع هواه بل هو حر في اختيار طريقه. وهذه الحرية تحكم جميع قوى الإنسان والتي منها قوة الكشف عن الواقع (أي: العقل) التي تتصرف النفس فيها متى شاءت وقد تتغافل عنها نهائيًّا، وبقدرة هذا النور يمكن كشف مصدر الفكرة هل هو العلم أم الحب؟.

5- العقل يفضح الشهوات:

بعد هذه الملاحظات التمهيدية التي سرعان ما يجد كل منا مثالًا حيًّا منها في حالاته الخاصة، نستطيع أن نضع أيدينا على رأس الخيط لعملية نقد الأفكار الذاتية، والتي تتلخص في توجيه ثلاثة أسئلة إلى النفس في محاولة لجرد الحقائق فيها عن الأهواء:

1- هل أحب الاعتقاد بهذه الفكرة؟ فلو لم تكن هذه الفكرة راسخة لدي منذ الطفولة، أو لم تكن تخدم مصلحة لي .. فهل كنت أعتقد بها؟.

2- ما هي الأسباب التي حملتني على الاعتقاد بهذه الفكرة، وهل لو كانت هناك فكرة مشابهة لها في تلك الأسباب كنت أيضًا أعتقد بها؟.

3- هل أن الناس كلهم يرون مثل ما أرى؟ دعني أجعل نفسي مكانهم وأتصور ما إذا كانوا فعلًا يعتقدون بما اعتقدت به وهم يعيشون في ظروف مختلفة.


[1] جاءت الكلمة في: سورة يوسف، آية: 18 و 83، وسورة طه، آية: 96، وسورة محمد، آية: 25.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست