responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 49

ويدعه عاطلًا حينًا آخر.

ألست ترى أنك قادر في كل لحظة وفي كل مكان أن تفكر فيما حولك من الأشياء والأشخاص بصورة منهجية، وتستعمل في تفكيرك مقاييسك العقلية الثابتة؟ كما أن بإمكانك أن تتوجه إلى أمور أخرى ولا تفكر منهجيًّا وعقلانيًّا في أي شيء.

نعم، إن هناك لحظات لا يمكننا إلَّا أن نعرف أحكام العقل، كتلك اللحظات التي نقع فيها تحت تأثير موجِّه روحي قوي، أو نشاهد تجربة عملية حادة، إلَّا أننا سرعان ما نعود إلى حالتنا السابقة حيث يخضع العقل لتصرفنا وإرادتنا من جديد.

3- الإرادة تقرر المصير:

إن إرادة الإنسان قد تتَّجه- بمحض حريته- نحو الخير والحق والخُلقُ الرفيع، وقد تتجه نحو الذات والمصلحة والسجايا السيئة.

ومن هنا تأتي حرية الإنسان التامة في اختيار طريقه في الحياة. قال الله سبحانه: إِنّا هَدَيْناهُ السَّبيلَ إِمّا شاكِرًا وَ إِمّا كَفُورًا [1]. والله سبحانه لم يشأ أن يفرض على البشر اتِّجاهًا خاصًّا إكرامًا وتفضيلًا له، بل أتاح له كل الفرص لكي يختار بذاته ما يشاء.

وجاء في الحديث في سياق قصة آدم وحواء (عليه السلامهما) حين اختارت الأخيرة الأكل من الشجرة المنهية عنها، فأرادت الملائكة (عليهم السلام) أن تمنعها عنها بحرابها، فأوحى الله تعالى إليهم:

«أَنَّمَا تَدْفَعُونَ بِحِرَابِكُمْ مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ يَزْجُرُهُ. فَأَمَّا مَنْ جَعَلْتُهُ مُمَكَّنًا مُمَيِّزًا مُخْتَارًا فَكِلُوهُ إِلَى عَقْلِهِ الَّذِي جَعَلْتُهُ حُجَّةً عَلَيْهِ، فَإِنْ أَطَاعَ اسْتَحَقَّ ثَوَابِي، وَإِنْ عَصَى وَخَالَفَ أَمْرِي اسْتَحَقَّ عِقَابِي وَجَزَائِي فَتَرَكُوهَا ..»[1].

4- النفس البشرية والقدرة على التمويه:

وللنفس البشرية مقدرة تمويهية كبيرة، تقوم بتهدئة النفس وتسكينها حين تهجم عليها المصائب. إن هذه القوة تحاول التخفيف عن النفس بما يُدعى في علم النفس ب- (أحلام اليقظة) فتسليها بآمال مستحيلة وأماني غير ممكنة الوقوع!. وحين يحب الإنسان شيئًا حُبًّا


[1] سورة الإنسان، آية: 3.

[2] مستدرك الوسائل: ج 11، ص 205.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست