responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 208

عَلَيْهِ خَافِيَةٌ؛ لِيَكُونَ فِي ذَلِكَ انْزِجَارٌ لَهُمْ عَمَّا يَخْلُونَ بِهِ مِنْ أَنْوَاعِ الْفَسَادِ ..»[1].

7- ضرورة التزكية:

كل فرد يجد في نفسه الكفاءة التامة للرقي إلى أسمى مراتب التزكية النفسية وأرفع مستويات الثقافة الإلهية وما تتبعها من معرفة النفس والخلق، أصله ومصيره، وواقع الكون وأجزائه، والعلاقة التي تربط بعضها بالبعض الآخر.

ورغم بحث الإنسان عن هذه الحقائق منذ نشوئه وحتى اليوم بحثًا مستمرًا فإنه عجز عن تحقيق أي تقدُّم في هذا المجال، حتى أن النظريات الحديثة- ونحن نعيش في عصر الذرة والفضاء- لتتشابه مع نظريات الفلاسفة الإغريق الذين سبقونا بألفي عام فأكثر [2].

واذا ثبت عجز البشر عن بلوغ هذا المستوى الرفيع من التزكية والمعرفة فلابد أن يبعث الله من يُعلِّم البشر ويُزكِّيهم وهم الأنبياء (عليهم السلام)، قال الله سبحانه: هُوَ الَّذي بَعَثَ فِي اْلأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ [3].

وجاء عن رسول الله (ص) قوله:

«إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ»[1].

وقال أمير المؤمنين (ع):

«أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمَّا خَلَقَ خَلْقَهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونُوا عَلَى آدَابٍ رَفِيعَةٍ وَأَخْلَاقٍ شَرِيفَةٍ، فَعَلِمَ أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا كَذَلِكَ إِلَّا بِأَنْ يُعَرِّفَهُمْ مَا لَهُمْ وَمَا عَلَيْهِمْ، وَالتَّعْرِيفُ لَا يَكُونُ إِلَّا بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ ...»[1].


[1] بحار الأنوار: ج 3، ص 10. على الرغم من أن هذه الرواية تشير إلى بعض فوائد الإيمان فإن فيها نبذة من دواعي ابتعاث الأنبياء (عليهم السلام)، وتتلخَّص في منع الفساد الناجم عن الظلم الاجتماعي.

[2] سبق الحديث حول ذلك حيث بحثنا عن دور العقل في توجيه الحس.

[3] سورة الجمعة، آية: 2.

[4] بحار الأنوار: ج 16، ص 210.

[5] بحار الأنوار: ج 5، ص 316. الامام (ع) أشار إلى ثلاثة حقائق تهدي إلى وجوب الرسالة وهي: أولًا: إن الله أراد للبشر أن يكونوا على أحسن الآداب. وهذا أمر وجداني إذ إن الله كامل فلا يحب إلَّا الذي يتصف بالصفات الحسنة. ثانيًا: إن الطبيعة البشرية لا يمكن أن تبلغ بالإنسان الأدب الرفيع بدون معلم يعلمهم ذلك. وإن التعليم لابد له من وسيلة وهي تتحقق في التشريع وهو الأمر والنهي. وهذه الحقيقة الثالثة هي التي أشار إليها الإمام (ع).

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست