responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 201

لحريته على سعادته انتكاس وتجريد له عن إنسانيته.

إن منطلقنا في الحديث عن ضرورة الرسالة، ينبغي أن يكون من هاتين الحقيقتين.

ولكن كيف؟.

1- حاجة العقل إلى مذكِّر:

إننا نجد في أنفسنا طاقتين تتصارعان، هذه تدعونا إلى الحق والخير والسلام، وتلك تدعونا إلى الباطل والشر، ونسمي إحداهما بالعقل والثانية بالجهل. والجهل هاوية والعقل قمة. والناس أهون عليهم النزول من الصعود. ومن هنا كانت الحاجة ماسة إلى ابتعاث أُناس مُنزَّهين ومُؤيَّدين من قبل الله ليدعوا الناس إلى اتِّباع عقولهم ونبذ أهوائهم ثم يتحملوا مسؤولية هذه الدعوة الكبيرة، إذ لولا هذه الطائفة لما كان للعقل الداعي إلى الحق والخير فائدة أبدًا، وكان صنع الله لغوًا- تعالى الله عن اللغو-؛ لأننا نجد كل موجود يؤدي عملًا مفيدًا وقد خُلق لهدف، وأن الله قد فتح له المجال لتحقيق ذلك الهدف الذي خلقه من أجله؛ فلا يمكن أن يكون العقل قد خُلق دون أية غاية؟!. فمن الضروري أن يبعث الله الأنبياء (عليهم السلام) لكيلا يكون خلق الله لغوًا.

وبكلمة موجزة؛ للناس عقول هي التي تهديهم إلى الرشاد ولكن هذه العقول لا تفيدهم إلَّا إذا ذكَّرهم بها مُذكِّر، ولا بد لهذا المُذكِّر أن يكون مُسدَّدًا بالغيب، ليكون هو بنفسه متذكرًا مهتديًا، وهذا لا يكون إلَّا ببعث الرسل.

وقد سبق القول عند البحث حول العقل: بأن من يغفل عن عقله لابد أن يوجَّه من خارج ذاته إلى عقله. جاء في الحديث عن الإمام أمير المؤمنين (ع):

«فَبَعَثَ فِيهِمْ رُسُلَهُ، وَوَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَهُ، لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِهِ، وَيُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِهِ، وَيَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بِالتَّبْلِيغِ وَيُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ ..»[1].

فإثارة كنوز العقول ضرورة بشرية يقوم بها الأنبياء (عليهم السلام).

2- ضرورة المذكر:

لا يعرف الناس ربهم إلَّا بمذكر يُذكِّرهم به وداعٍ يدعوهم إليه؛ ذلك لأن طبيعة


[1] نهج البلاغة: خطبة رقم: 1.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست