responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 159

قَالَ (ع):

سُبْحَانَ الله وَتَعَالَى مَا أَعْجَزَ إِلَهًا يُوصَفُ بِالْقُدْرَةِ لَا يَسْتَطِيعُ التَّفَصِّيَ مِنَ الطِّينَةِ، إِنْ كَانَتِ الطِّينَةُ حَيَّةً أَزَلِيَّةً فَكَانَا إِلَهَيْنِ قَدِيمَيْنِ فَامْتَزَجَا وَدَبَّرَا الْعَالَمَ مِنْ أَنْفُسِهِمَا، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَمِنْ أَيْنَ جَاءَ المَوْتُ وَالْفَنَاءُ، وَإِنْ كَانَتِ الطِّينَةُ مَيِّتَةً فَلَا بَقَاءَ لِلْمَيِّتِ مَعَ الْأَزَلِيِّ الْقَدِيمِ، وَالمَيِّتُ لَا يَجِيءُ مِنْهُ حَيٌّ ...»[1].

- اذهب ببصرك أنّى شئت من لدن نفسك حتى تبلغ أبعد مجرة في السماء، فلن ترى إلَّا الترابط والتماسك التام، بعضها يحتاج إلى بعض ولا يتم إلَّا به، وليس ذلك إلَّا شاهدًا ودليلًا على وحدة التقدير والتدبير، والمُقدِّر والمُدبِّر، الذي يحفظ توازنهما ويُمسكهما أن يتصدعا، فكما يوجد نظام تجاذب الأجسام بين النجوم والمنظومات والمجرات، كذلك يوجد في داخل الذرة الصغيرة من أجسام أو إشعاعات. والنظام الذي يوجد في العوالم الكبرى نجده في صورته الكاملة في أصغر عالم عرفناه. فنحن نعرف- طبقًا لأحدث معلوماتنا- أن الذرة أصغر عالم، وأنها قد تناهت في صغرها حتى لا يمكن أن نشاهدها إلَّا بالمنظار الذي يكبِّر الأشياء ملايين المرات، ولكن هذه الذرة، مع ما وصفناه بها، تحتوي بصورة رائعة على نظام الدوران الموجود في النظام الشمسي.

والسؤال: على ماذا يدل الترابط والتشابه؟.

والجواب: إنك إذا رأيت كتابًا قد أُتقنت فصوله ونُسِّقت تنسيقًا قلت: إن مؤلفه إنما هو فرد واحد. وأما إذا رأيت كتابًا مختلف الفصول في المستوى وفي الموضوع عرفت أن من ألَّفه ليس بواحد. فكيف لا يشهد العقل بوحدة مدبر الكون من وحدة تدبيره وتناسق أجزائه وترابطها؟.

ولو كان هناك إلهان إذًا لكان يظهر في الكون آثار قدرتهما ولكان يختلف تدبيرهما، وإذًا لكان يفسد الكون بهما. قال الله سبحانه: لَوْ كانَ فيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللّهُ لَفَسَدَتا [2].

4- لو كان مع الله إله آخر، لكان يبعث إلينا رسلًا نهتدي إليه بهم؛ إذ إن معرفة الله لا يمكن إلَّا به وبإرشاده، وإذ لم يبعث إلينا رسلًا عرفنا أنه لا يخلو من ثلاث:

- فأما أنه ليس بموجود.


[1] بحار الأنوار: ج 3، ص 209.

[2] سورة الأنبياء، آية: 22.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست