responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 358

السؤال فيما يلي:

يرى بعض العلماء أن الكلام تفكير ناطق، والتفكير كلام خافت [1]

. يريد بذلك بيان مدى ارتباط الواحد بالآخر ويعبر عن هذه الحقيقة، الحكمة المأثورة التي تقول: البيان روح العلم. بيد أن هذا التعبير بحاجة إلى مزيد من توضيح إذ ما هي الصلة بين الكلام والتفكير المنهجي، غير صلة الاطار بالمحتوى، والظرف بالمظروف، وبالتالي القشر باللب؟ في الواقع، الصلة أعمق من ذلك، إذ ان الإنسان كل لا يتجزأ وعليه، فإن أي جانب منه، يؤثر في الجوانب الأخرى بصورة مباشرة. فمثلا: من يملك فكرة واضحة ومحددة، يملك أيضا التعبير الواضح المحدد، كما أن من يملك تعبيرا واضحا عن شيء، فلا بد أن يملك في ضميره، فكرة واضحة عنه أيضا. وهذا يفسر لنا طبيعة المنطق الاجتماعي اللغوي (الأنثروبولوجي الثقافي) حيث إنه يبحث في أعماق اللغة ليعرف بالضبط كيف يفكر أهل هذه اللغة؟ يعتقد فرانز بواس: ان أية لغة حديثة إنما تتطلب في ذاتها إلقاء أضوائها على الكثير من العناصر الصورية، بالاستفادة إلى الاشتقاق اللفظي، والتصنيف النحوي [2].

ومن هنا نستطيع أن نحدد تلك العلاقة الوثيقة، التي تربط (عالم الفكر)، (بعالم اللغة). فإن علو كعبة الفكر (في رأي بواس) إنما يستفيد من اللغة كما ان سمو الثقافة، وارتقاء الحضارة، يعود على تلك اللغة، بالثراء، ولذلك كان الاحتكاك الثقافي، عاملا أساسيا، في تطور اللغة ونموها، إذ ان اللغة الهندية الحديثة، باحتكاكها بالثقافات الأوروبية، قد أفادت إلى حد كبير، مما يجعلها تصبح على درجة كبيرة من التجريد! وكمثل على علاقة الفكر باللفظ (والفكرة بالتعبير) يعطينا بواس توضيحا طريفا فيقول: إذا قلنا مثلا: إن العين هي عضو الإبصار فقد لا يمكن للبدائي الهندي أن يكوِّن فكرة لكلمة العين بل يحاول أن يحدد ان المقصود- بهذه


[1] - لمن ترهقهم الحياة، ص 215.

[2] - علم الاجتماع والفلسفة، ج 1، ص 111.

نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست