فمكة المكرمة احتضنت أول بيت يفيض بركةً ويشعّ هدًى للعالمين، وقد نصب فيه مقام النبي ابراهيم عليه السلام، منار التوحيد، الذي انبعث منه الهدى إلى الآفاق، ولا يزال كونه مصدر الإشاع العَقَدَيّ.
وقد دعا الله عز وجل الناس إلى اتِّباع ملّة إبراهيم، لأنه حنيفًا وما كان يومًا من المشركين.
ونبينا الأكرم محمد صلى الله عليه واله من ذرّيته، يواصل دعوته، وهو أولى الناس به، وله آيات من الله بيّنات. إذاً: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ[2].
فترى هذه الآيات المباركات تحاول تحقيق أهم القضايا لدى الوحي، وهي: التوحيد الحق في اتباع ملّة إبراهيم عليه السلام حنيفًا بغير شرك ولا كفر، والنبوّة في تصديق الحق بعد إذ جاءهم، وثالثها الحج الفريضة العظيمة.