responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه الإستنباط دراسات في مبادئ علم الأصول نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 63

ونصوص الوحي نمطان: قرآن وحديث.

أمّا كتاب الله فمعرفته تكون بأنّه كتاب الله سبحانه العزيز الحكيم، وفضله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه، وأنّه لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنّه نزل به الروح الأمين ليكون للعالمين نذيراً، وأنّه ذِكْر، وأنّه قد يُسِّرَ للذكر، وأنّه كتابٌ مبين، وأنّه بلسانٍ عربي، وأنّه هدى، وأنّه رحمة، وأنّه نور وضياء، وأنّه ميزان وفرقان، وأنّ مفتاحه الإستماع إليه بلا حجاب من خشية طاغوت، أوشهوة جبت، أو إتباع الضالّين من الآباء، أو الخوض مع الخائضين (من المجتمع الفاسد) أو وسوسة شيطانٍ رجيم، أو حميّةٍ جاهلية، وأنَّ آياته بيِّنات لمن يلقي السمع وهو شهيد، وأنّه موعظةٌ وهدى للمتقين، وأنّه لايزيد الظالمين إلا خساراً ولايزيد الكافرين إلّا طغياناً وكفراً.

وهكذا يقرؤه المستضيئون به آناء الليل وأطراف النهار خاشعين، وإنَّ ناشئة الليل هي أشدّ وطأً لهم وأقوم قيلًا.

ومن هنا، فإنَّ القلب الذي يتزكّى هو مشكاة الكتاب. أمّا من طُبِعَ على قلبه، أو ران عليه ما اكتسب من الإثم، يُحْرَم من نوره. أمّا مَنْ زكى قلبه، وصفت نفسه، فإنّه بصيرة قلبه، ونوره الذي يمشي به بين الناس، وإنّه يقشعر عند تلاوته جلده ثم يلين لذكر الله. [1]

فإذا عرف الإنسان القرآن كما عرَف أبناءَه، فإنّه سيكون ذلك إطاراً سليماً لفقه كلماته، لأنَّ تلك الكلمات إنّما ذُكِرت في سياق ذلك الإطار ومن أجل تلك الأهداف السامية.

ولأنَّ القرآن نزل ليكون للعالمين نذيراً، ولأنَّ الناس يختلفون في مستويات فهمهم وحقول إهتمامهم إختلافاً كبيراً، فإنَّ رب العزة سبحانه قد أنزل القرآن على سبعة أحرف، وجعل فيه تخوماً وبطوناً ووجوهاً وأبعاداً. وجعل فيه مُحكماً لمن عرفه، ومتشابهاً على من قَصُر فهمه عنه، وجعل فيه ناسخاً ومنسوخاً، وجعل له مُعَلِّماً عظيماً يتمثل في النبي (صلى الله عليه واله) حيث أمره بأن يتلو على الناس آيات الكتاب ويزكيهم ويعلّمهم ويبيّن لهم، وجعل من بعده أئمة الهدى ورثةً لعلمه وأئمةً يهدون بأمر الله، وجعلهم أبواب علم الكتاب، وجعلهم النبي (صلى الله عليه وآله) عدلًا له حين قال:

«إني تارك فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا: كتاب


[1] - في موسوعة" التشريع الإسلامي" جزءان أحدهما (وهو الجزء الخامس) تحت عنوان (ضياء الهدى) والثاني (وهو الجزء السادس) تحت عنوان (بصائر العلم) جمع فيهما المؤلف الكثير من الآيات والروايات في منهجية القرآن الكريم في بلوغ العلم والهدى.

نام کتاب : فقه الإستنباط دراسات في مبادئ علم الأصول نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست