responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه الإستنباط دراسات في مبادئ علم الأصول نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 62

4- باعتبار أنَّ اللغة من جانب آخر تتصل بالثقافة العامة، وأنَّ معارف الدين تختلف جذرياً عن ثقافات البشر، ودارس النص الديني قد يكون متأثِّراً ببعض هذه الثقافات فيكون فهمه للنص مشوباً بها وغير نقي بالكامل، مما يلقي بظلاله على النص.

وهذه العقبات وربما غيرها مما تعترض طريق فهم النص جعلت الإستنباط من النص الشرعي بحاجة إلى المزيد من الدراية والتدبّر، ولعلّ المقترحات التالية تساهم في تجاوز هذه العقبات.

ثانياً- كيف نفقه كتاب الله؟

قبل أن يلقي أحد كلاماً أو يكتب نصّاً مفصّلًا، فإنه يتصوره من جميع أبعاده تصوّراً مفصّلًا أو بإجمال، وكأنّه يضع إطاراً لكل كلمة يلفظها أو يكتبها. من هنا فإنّ توغل المتلقي في خلفية المُلقي من كلامه ينفعه في فهمه جملة وتفصيلًا.

مِنْ هنا فإنَّ أول شيء يفعله أي متلقي لنصٍّ ومتأمّلٍّ فيه هو: معرفة المتحدِّث، مَنْ هو؟ وما هي غايته من الكلام؟ وأيّ نمط من الكلام ينتمي إليه حديثه؟ وهذا مايؤكِّده اليوم علم دراسة النص. [1]


[1] - يقول مؤلف كتاب" مدخل الى علم لغة النص": «إنّ المتكلم الذي يقصد إنتاج نصٍّ ما، يجب عليه أن يصوِّر الحدث الكلي.» ويضيف: «إن هذا التشكيل للبنية (أي وضع تصوّر عام للنص) ليس شرطا حتمياً فقط لإنتاج النص بل أيضا عامل حاسم للغاية لفهم المفسِّر للنص (أي المتلقي له).»

ويقول: «إن المتكلمين قادرون على تكرير إنتاج النص الواحد نفسه في مواقف اتصال متباينة.»

ويضيف: «وهكذا يمكن للمتلقي الذي يفسّر نصوصاً متباينة أن يبين أنَّ نصّا ما، يتبع قسم الحكايات، أو وصفات الطبخ، أو نصوص القانون.»

(وهكذا) يوجد لنصوص كثيرة إشارات مميِّزة، ويضرب مثلًا على ذلك مقدمات النصوص. مثلًا هناك نص يبدء بعبارة «كان يا ماكان» يدل على أن مابعده حكاية أو نكتة، ونص باسم الشعب يدل على أن مابعده حديث قانوني، ونص يبدء ب- عزيزي يدل على أنه نص رسالة ود، وما أشبه.

وواضح إنّ عناصر التركيب تتباين من نصّ لآخر حسب أهدافه، وهكذا تتغيّر مخططات هذا النوع (أو ذاك) تبعاً لحاجات التواصل مع الآخرين ومهامه المتغيرة.

وختم حديثه بالقول: «إنَّ الأفكار العامة (الأولية) التي أوردناها هنا لتسويغ مخططات النص أو أنواعه أكدتها ودعمتها في السنوات الأخيرة دراسات علمية كثيرة، وقد أشار علم النفس الإدراكي وعلم اللغة النفسي الخاصان بمعالجة النص بمعاونة التوكيد الامبريقي للفروض باستمرار إلى أنّ التصنيفات تعد شرطاً للأنشطة الإدراكية، وأنَّ معلومات هذا التعقيد والوظيفية لايمكن معالجتها إذا لم تشكل محصلات المعالجة بطريقة مختلفة» [راجع كتاب: مدخل الى علم لغة النص، ص 149- 154 وقد قمنا بإيجاز ماجاء في الكتاب وتحريره.]

نام کتاب : فقه الإستنباط دراسات في مبادئ علم الأصول نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست