responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه الإستنباط دراسات في مبادئ علم الأصول نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 124

ونتساءل ثانيا: إذاً كيف نتعامل معها؟

يبدو إنَّ جانبا من الاختلاف ناشىء من اختلاف النظر في أبعاد معنى الحرف ومراحله، وبعضه ناشىء من التعبير. كيف؟ فيما يلي بعض التفصيل:

حينما أكّد سيبويه على وجود معنى للحرف، ولكنه معنى مختلفاً عن الاسم والفعل، فإنّه قد بيَّن شيئاً بديهياً تقريباً، إذ عدم وجود معنى بتاتاً للحرف ينافي وجوده فما من كلمة الا ويتلفظ الناس بها لمعناها [1].

أما حكاية كلام الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بانَّ الحرف يُوجِد معنى في غيره، فإنّ له صورتين:

الأولى: أن يكون ذلك الغير قسمين والحرف يحدّد واحداً منهما، مثلًا: الانسان رجل وامرأة، والحرف يُحدِّد أيّاً منهما هو المراد. والرجل مُعرَّف ومنكَر والحرف يحدّد أيّاً منهما، تماما مثل الاعراب، فإنّ الشخص (زيد مثلا) يمكن أنْ يكون ضارباً ويمكن أنْ يكون مضروباً في قولنا (ضرب زيدٌ عمرواً) وهنا نعرف بالرفع أنّه هو الضارب [2].

الثانية: أنْ يوجِد الحرف معنى إضافياً للاسم، فالبصرة والكوفة يضيف الحرف إلى معناهما كبلدين أنّ أحدهما أصبح مبتدء المسير والثاني منتهاه في قولنا: (سرتُ من البصرة إلى الكوفة).

وهذا ما ذكره الزجاجي في تفسير الإيجاد. وقد قلنا سابقا إنّ الحرف يُعبِّر عن صلة الأسماء ببعضها، وواضح أنَّ الصلة تعني أمراً في الطرفين، مثلا: الصلة بين السير والبصرة أو بين السير والكوفة.

أما ما ذكره من الاختلاف بين كلمتي الإبتداء و (مِنْ) أو بين كلمتي الانتهاء و (إلى) فإنّه في الواقع قد أشار إلى فرق ولكنه لم يوضّحه، والظاهر أنّ الفرق بينهما في الاستقلالية والتبعية، فإنَّ الابتداء (كإسم) مثل الابتداء (كحرف مِنْ) إلّا أنَّ المتحدث إذا أراد بيان ما يتّصل بالابتداء جاء به إسماً، مثل قولنا: الابتداء خير من الانتهاء، وأمّا إذا أراد به حالة في


[1] - هناك مناقشة لرأي أصولي يرى عدم وجود أيّ معنى للحرف إلا بقدر معاني إلاعراب، وسوف نرى إن شاء الله تعالى أن ذلك- بدوره- معنى.

[2] - سيأتي إن شاء الله تعالى نظرية التحصيص وأنَّ الحرف يحدد حصّةً من الاسم وذلك عند بيان آراء علماء الأصول.

نام کتاب : فقه الإستنباط دراسات في مبادئ علم الأصول نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست