responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه الإستنباط دراسات في مبادئ علم الأصول نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 123

وهكذا أثبت سيبويه معنى للحرف ولكنه مختلف عن معنى الاسم والفعل. أمّا النص المنسوب إلى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في كلمته التي ألقاها إلى أبي الاسود الدوءَلي فقد حدَّدَ للحرف معنى ولكن ليس فيه وإنما في غيره، فقال عليه السلام عن ذلك:" والحرف ما أوجد معنىً في غيره" [1] وأوضح الزجاجي هذا النص بما يلي:

«إنَّ (مِنْ) تدخل في الكلام (للتبعيض) فهي تدل على تبعيض غيرها لا على تبعيضها نفسها [2]».

وبقي سؤال: إذا كان إختلاف معنى الحرف عن غيره في أنّ الحرف يُوجِد معنى في غيره، فإنَّ هناك كلمات مشابهة له في المعنى ولكنها أسماء، مثل الإبتداء والإنتهاء (في مقارنة لكلمتي مِنْ وإلى) وأجاب السكاكي عن ذلك بأنَّ معنى الإبتداء والإنتهاء ليس معنى الحرف مباشرة، وإنما معناه شيء يرجع إلى الإبتداء والإنتهاء [3].

وسؤال آخر طرحه أبو علي الفارسي: إذا كان الحرف يدل على معنى في غيره، «فإنّه ينبغي أنْ تكون أسماء الأحداث كلّها حروفاً، لأنّها تدل على معانٍ في غيرها» ثم أضاف: «فإن قال (قائل): فإن (القيام) يُتوهَّم منفرداً من (القائم). قيل له: فإنَّ (الإلصاق) و (التعريف) اللذَيْن يدل عليهما باء الجر ولام المعرفة قد يُتوهَّمان منفردين عن الاسمين [4]».

مناقشة الآراء

هذه الآراء التي أطلقها خبراء اللغة يصعب رميها بالخطأ أو الشذوذ، لأنّها صدرت من عارفين باللغة وممارسين دوراً أساسياً في نقد الكلمات، ولكن كيف نتعامل معها وهي في بادئ النظر متناقضة؟ علينا أولًا أنْ نسأل: لماذا اختلفت آراؤهم في معنى الحرف ولم تختلف في معنى الاسم والفعل؟

الجواب: إنَّ هناك بعض الغموض يكتنف الحرف، وربما تختلف الحروف فيما بينها مما يجعلنا في حيرة من أمرها.


[1] - بحارالانوار، ج 40، ص 162 (تاريخ اميرالمؤمنين، باب 93، في علمه وأنّ النبي علّمه ألف باب) و: الفصول المختارة، ص 91.

[2] - البحث النحوي عند الاصوليين، ص 201، عن: الإيضاح للزجاجي، 54.

[3] - المصدر، ص 202، نقلا عن: مفتاح العلوم، 202.

[4] - المصدر، ص 203، عن: شرح المفصّل لابن يعيش، ج 8، ص 3.

نام کتاب : فقه الإستنباط دراسات في مبادئ علم الأصول نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست