responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوجیز في الفقه الإسلامی(فقه الدستور و احكام الدولة الإسلامية) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 51

ومن أجل الّا يسترسل الحاكم في مثل هذا التصرف، يأمره الإمام (عليه السلام) بأن يملك حمية أنفه، فلا يطغيه موقعه كحاكم، وكذلك عليه أن يملك سورة حده وسطوة يده وغرب لسانه، فلا يبادر باستخدام سلطته وقوته وبلاغته من أجل ظلم الناس، وعليه أن يحتاط على نفسه ودينه من سوء إستخدام السلطة، وذلك بالكف عن التسرّع، بل يفكر ملياً قبل أن يقوم بأيّ عمل، وأن يؤخر السطوة حتى يسكن في نفسه الغضب ويكون متسلطاً على أعصابه.

ويبقى سؤال: كيف يمكن للبشر أن يتسلط على نفسه ويكبح جموحها؟ فيجيب الإمام (عليه السلام) عن ذلك بضرورة ذكر المعاد، وكيف يقف الإنسان- مهما كان موقعه السياسي والإجتماعي- وحيداً فريداً أمام ربه ليحاسبه حساباً دقيقاً عما فعله.

يقول الإمام (عليه السلام):

وَ إِيَّاكَ وَ الإِعْجَابَ بِنَفْسِكَ، وَ الثِّقَةَ بِمَا يُعْجِبُكَ مِنْهَا وَ حُبَّ الإِطْرَاءِ [1]، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَوْثَقِ فُرَصِ الشَّيْطَانِ فِي نَفْسِهِ لِيَمْحَقَ مَا يَكُونُ مِنْ إِحْسَانِ الْمُحْسِنِينَ.

وَ إِيَّاكَ وَ الْمَنَّ عَلَى رَعِيَّتِكَ بِإِحْسَانِكَ، أَوِ التَّزَيُّدَ [2] فِيمَا كَانَ مِنْ فِعْلِكَ، أَوْ أَنْ تَعِدَهُمْ فَتُتْبِعَ مَوْعِدَكَ بِخُلْفِكَ، فَإِنَّ الْمَنَّ يُبْطِلُ الإِحْسَانَ، وَ التَّزَيُّدَ يَذْهَبُ بِنُورِ الْحَقِّ، وَ الْخُلْفَ يُوجِبُ الْمَقْتَ [3] عِنْدَ اللَّهِ وَ النَّاسِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

(كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ).


[1] - الاطراء: المبالغة في الثناء.

[2] - التزيّد- كالتقيّد-: إظهار الزيادة في الاعمال عن الواقع منها في معرض الافتخار.

[3] - المقت: البغض والسخط.

نام کتاب : الوجیز في الفقه الإسلامی(فقه الدستور و احكام الدولة الإسلامية) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست